أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

أم الفحم: أمسية لإشهار كتاب “صفحات من التاريخ المصوّر لأم الفحم” لفضيلة الشيخ رائد صلاح

طه اغبارية

عُقدت أمس الجمعة في قاعة المركز الجماهيري بمدينة أم الفحم، أمسيةٌ لإشهار كتاب “صفحات من التاريخ المصوّر لأم الفحم” لمؤلفه فضيلة الشيخ رائد صلاح، وذلك بدعوة من بلدية أم الفحم ومنتدى المدينة الثقافي.

حضر الأمسية جمع غفير من الأهالي من أم الفحم والبلدات العربية، واستهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للمقرئ علي أحمد جبارين.
تولى إدارة اللقاء، الأستاذ حامد اغبارية، الذي رحّب بالحضور وأفاد بتميز كتاب “صفحات من التاريخ المصوّر لأم الفحم”، من حيث هوية المؤلف وموضوعات الكتاب وأسلوبه في الصورة التي تحكي فصولا كثيرة من تاريخ أم الفحم التي لها دور في الماضي والحاضر والمستقبل.

أهمية التوثيق والرواية المصورة

ثمّ كانت مداخلة للدكتور سمير صبحي محاميد رئيس بلدية أم الفحم، حيّا الحضور، متطرقا إلى الأهمية البالغة لكتاب الشيخ رائد صلاح الذي يجسّد توثيقا للعمل البلدي ويمكن اعتباره وثيقة مهمة تحكي تاريخ أم الفحم وروايتها، وقال “ما أحوجنا لتوثيق روايتنا في ظل الواقع الحالي. والكتاب يعطي دفعه إلى الأمام في مجال التوثيق والأرشفة لكل تاريخنا هنا في هذه البلاد”.

وأثنى محاميد على دور الشيخ رائد في المجالات المختلفة وإصداراته المتعددة في الأدب والشعر والتوثيق، مضيفا “نحن نتحدث عن شخصية (الشيخ رائد) عليها إجماع في مجتمعنا العربي في الداخل وعلى الصعيد العربي والإسلامي. بالتأكيد سيكون للشيخ رائد إسهامات كبيرة أخرى في مسألة توثيق الرواية الفحماوية والفلسطينية بشكل عام”.

صفحات مضيئة

ثم كانت كلمة الأستاذ عبد الإله معلواني باسم منتدى المدينة الثقافي وقال فيها “يشرفنا أن يساهم منتدى المدينة الثقافي بالاشتراك مع بلدية أم الفحم في هذه الأمسية لإشهار أحد الكتب المميزة في طرحها وأسلوبها، كتاب “صفحات من التاريخ المصور لأم الفحم”، لفضيلة الشيخ رائد صلاح، ابن أم الفحم”.

وأضاف “الكتاب الذي أشرف المنتدى على إصداره عبارة عن وثيقة مصورة تحكي جوانب كثيرة من تاريخ هذا البلد الجميل في كل شيء، في جغرافيته وحاراته وأهله ودوره في كل الميادين. كتاب يؤكد أهمية الصورة في سرد الرواية، فالصورة وثيقة أصيلة لا يمكن التشكيك فيها وهي تحمل كل تفاصيل الحدث، تحمل ذلك التاريخ المشرف لبلدة تشكل القلب النابض للداخل الفلسطيني وهي بحق الاسم الحركي لفلسطين، وهو كتاب يضاف إلى كتاب آخر للشيخ رائد هو كتاب “رسائل فحماوية”، وكأن الصورة هنا تكشف جوانب الكلمة هناك”.

وأردف “من هنا أهمية حفظ هذا التاريخ كجزء من تاريخ مجتمعنا في الداخل ومن تاريخ شعبنا الفلسطيني، حفظه في الذاكرة لتتناقله الأجيال، وحفظه توثيقا على الورق ليكون مرجعا ووثيقة، وهذا في الحقيقة ما سارت عليه صحيفة المدينة من خلال التوثيق ونقل كل ما يجري في أم الفحم وأخواتها على مختلف المستويات وفي جميع مناحي الحياة”.

وأستطرد “تتصفح هذا الكتاب فتستوقفك الصورة والكلمة فتقرأ فيها تلك الصفحات المضيئة من كتاب هذه المدينة التي تأبى أن تغيب عن المشهد لأنها جزء منه، بل في مركزه، تتأمل الصور فتشعر كم أنها تنبض بالحياة تشحذ الذاكرة وتشحن القلب بمزيد من الحب والارتباط ببلد هؤلاء هم رجاله الذين مضى منهم من مضى إلى ربه بعد أن أدّى دوره في بناء بلده وصناعة تاريخه، ومنهم من ما يزال حيّا بيننا يواصل العطاء والبناء وصناعة التاريخ. نحن أمام كتاب يحكي بالصورة قصة بلدة تلتقى دائما على الخير بكل أطيافها السياسية وبكل عائلاتها، بكل رجالها ونسائها، شيبها وشبانها، كتاب ينقل فصولا مضيئة من هذا الخير الكثير الذي قدّمته أم الفحم ولا تزال”.

وختم الأستاذ عبد الإله معلواني بالقول “هذه هي الطبعة الأولى من الكتاب على أمل أن تكون هناك طبعة ثانية تضاف إليها موضوعات جديدة وصور جديدة، وهي مناسبة أن ندعو كل من لديه صور توثّق أحداثا ومواقف وشخصيات فحماوية ألا يبخل بها حتى تكتمل هذه الوثيقة الهامة من تاريخ أم الفحم”.

الصراع على السردية مع المشروع الصهيوني

الدكتور مهند مصطفى، المحاضر الجامعي ومدير مركز مدى الكرمل، قدّم قراءته للكتاب وقال في مستهلها “شكرا للشيخ رائد على هذا المشروع الذي أنجزته. الكتاب ينضم إلى كتب أخرى صدرت عن أم الفحم، ولكن تاريخ أم الفحم بالصورة يعطينا جانبا مختلفا عن الكتب التاريخية التقليدية التي صدرت عن أم الفحم، لذلك هذا المشروع إلى جانب المشاريع الفكرية والبحثية الأخرى التي انجزها الشيخ رائد هي جزء من المسيرة النضالية للفلسطينيين في الداخل لأنها تعزز السردية الفلسطينية في مجتمعنا، واليوم جزء هام من صراعنا مع المشروع الصهيوني هو صراع على السردية التاريخية والسياسية ليس لأن الصراع جوهره هو السردية، ولكن بدون هذه السردية فلن تكون هناك أجيال واعية لقضيتها تستطيع أن تستمر في هذا الصراع حتى تفكيك المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين”.

وأضاف أن “أي انتاج يساعد في تعزيز وتثبيت السردية الفلسطينية سواء كان ذلك على مستوى تاريخ فلسطين عموما أو كان ذلك على مستوى تاريخ البلدات الفلسطينية خصوصا هو جزء من هذا الصراع مع المشروع الصهيوني الذي يحاول أن يطمس الهوية الفلسطينية سواء كانت هوية الإنسان أو هوية المكان”.

وتابع أن “الكتاب يمكن تصنيفه من حيث العلوم الاجتماعية والتاريخية كنوع من الكتب التي تنتج الحنين إلى الماضي بمفهوم الحنين إلى المكان والزمان والإنسان في تاريخ أم الفحم، وهذه المركبات هي مركبات تشكيل وعي وهوية الفرد والمجموعة، بمعنى أن الحنين إلى الماضي فيه ليس له وظيفة فقط تتعلق بمشاعرك نحو الماضي وإنما هو جزء من محاولة بناء الحاضر”.

وقال “إن فكرة الحنين إلى الماضي التي يجسدها الكتاب، هي مركب واحد من ثلاثة مركبات لبناء مجموعة متماسكة لها هدف واحد، ولها مشروع سياسي جماعي للحاضر ورؤية مستقبلية لهذه المجموعة”.
وتحدث عن كيفية استثمار الحركة الصهيونية في مسألة الحنين إلى الماضي، حتى لو كان متخيلا وموهوما من أجل بناء المشروع الصهيوني في تجلياته المختلفة.

ورأى بذلك أن الكتاب يعيدنا إلى لحظة تاريخية مؤسسة في تاريخ أم الفحم، هدفها الأساس هو خدمة مشروع الحاضر.

وأضاف “أهمية الكتاب انه لا يعيدنا إلى لحظة متخيلة، ولكن إلى لحظة واقعية في تاريخ أم الفحم كتبت بالصورة تمس الفرد والمجموعة، وهناك أهمية للتاريخ المكتوب بالصورة، لأن الصورة فيها كل مجالات التاريخ التي لا تستطيع الكلمة التعبير عنها، فالصورة تحكي التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي”.

وزاد أن التاريخ المصور يزجك داخل التاريخ والحدث وترى نفسك داخل الصورة وهو غير ممكن في التاريخ المكتوب بالكلمة.

وختم الدكتور مهند مصطفى بالقول “أنا مقتنع أن كتاب الشيخ رائد صلاح (صفحات من التاريخ المصوّر لأم الفحم) يصنع حنينا إلى الماضي ورغبة في أن يكون الحاضر والمستقبل مثل الماضي بحيويته في العمل السياسي والعمل التطوعي والعمل النهضوي، والهدف بطبيعة الحال هو النظر إلى المستقبل والعمل على بنائه”.

تاريخ حي لا يموت

صاحب الكتاب الشيخ رائد صلاح، رحّب بالحضور وقال “اعترف أمام الجميع أن هذا الكتاب لا يزال فيه نقص كبير وسبب النقص أنني اجتهدت أن احصل على اكبر عدد من الصور ولكن بقيت هناك ثغرات في صور الكتاب لو كانت لكان الكتاب أشمل وكانت رسالته أقوى مما هو عليه الآن، سنحاول تدارك هذه الثغرات وجمع أكبر عدد ممكن من الصورة، أؤكد رجائي من الحضور أن من كان لديه صورة ان يتكرم بها علينا لضمها إلى الكتاب”.

وأضاف “اجتهدت ان اكتب عن تاريخ مدينة أم الفحم بلغة الصورة وليس بالكلمة كما هو معروف، اجتهدت أن اجسد هذا التاريخ وكأنه حي لأجيالنا القادمة واجيالنا الناشئة الذين سيكون لهم الدور الوارث في مسيرة بناء مدينة أم الفحم، أردت ان اكتب هذا التاريخ حتى أؤكد أنه تاريخ حي لا يموت. لا تموت قيمه ولا جذوره ولا يموت فيه حق العودة إلى كل بيت في اللجون وكل توتة وزيتونة وليمونة ورمانة في اللجون، اردت مجتهدا أن يكون هناك تلاحم بين الحاضر والماضي وكأنه كتلة واحدة لا تنفصل، تسدد خطانا وتوجهنا وتؤكد أن أم الفحم بما عرفت من أمجاد في صفحاتها سيبقى حيا، الصلحة الفحماوية لن تموت، النخوة الفحماوية لن تموت، الوفاء للأرض ولكل بقعة من بقاع أم الفحم لن يموت، هذا الميراث حتى يبقى حيا اجتهدت كتابته بلغة الصورة”.

وأردف “لا أقول إنني كتبت كل شيء، أنا فتحت الباب وآمل ممن سيأتي بعدي أن يواصل الكتابة. ما كتبته عن اللجون بلغة الصورة، هو بداية طريق وآمل ان يأتي من بعدي من يفرد كتابا مصورا عن اللجون وكتابا عن مسيرة أم الفحم النضالية وهكذا بكل هذه التفصيلات المطلوبة التي لا يمكن ان تموت إذا حافظنا عليها وهذا المطلوب منا بطبيعة الحال”.

وتحدث الشيخ رائد صلاح عن لقاء جمعه- برفقة السيد محمود جابر والدكتور ضرغام صالح والدكتور رائد فتحي- مع المؤرخ والعلامة الفحماوي الأصل (يسكن مدينة جنين) الدكتور كمال عبد الفتاح جبارين، واقترح جبارين بعد أن اطلع على موسوعة المقدسات في فلسطين- أهداها له الشيخ رائد- والتي أصدرتها مؤسسة الأقصى المحظورة إسرائيليا، اقترح كتابة التاريخ الشفوي لأم الفحم من حيث توثيق أسماء الأمكنة المشهورة ببعدها التاريخي الفلسطيني، ودعا الشيخ رائد إلى تضافر الجهود من أجل إنجاز المشروع وفقا لمقترح الدكتور كمال عبد الفتاح، مضيفا “نحن ما كنا في يوم من الأيام قافلة، عابرين سبيل، لنا أرض وجذور ووطن وبيت ومقدسات ومسميات لنا ميراث عظيم جدا وحرام أن نتعامل معه بنوع من العقوق”.

في نهاية كلمته دعا الشيخ رائد الحضور إلى قراءة الفاتحة على أموات أم الفحم وبشكل خاص رؤساء السلطات المحلية السابقين الذين هم في ذمّة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى