أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

طفلي عنيد ماذا أفعل؟ (1)

فدوى أحمد عبيد- مستشارة أسريّة

(جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع)

يعدّ عناد الأطفال من أكثر مشاكل الأطفال شيوعًا وانتشارًا، لنجد العديد من الأهالي يشتكون منها، ومن كثرة بكاء أطفالهم: “طفلي عنيد وعصبي!”، وغيرها من الشكاوى.

تعريف العناد

العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية- حينما لا يكون مبالَغًا فيه- ومن شأنها تأكيد الثقة بالنفس. ويعدّ العناد عند الأطفال في العمر بين سنة إلى ثلاث سنوات ظاهرة طبيعية، ما دامت في حدود المعقول، إلا أنها تصبح مشكلة سلوكية ونفسية مع التقدم في العمر.

الطفل العنيد هو ذلك الذي يرفض الخضوع لأوامر الولي أو الوصي. يُمثّل التعامل مع الأطفال العنيدين تحديًا للآباء؛ لأن إقناعهم بالقيام بالأعمال الأساسية حتى مثل أخذ حمام أو تناول وجبة أو الذهاب إلى الفراش هو معركة يومية.

في كثير من الأحيان يشجع الوالدان عن غير قصد هذا السلوك المتصلب عند الأطفال، من خلال الاستسلام لنوبات الغضب. العناد عند الأطفال يمكن أن يكون وراثيًا أو سلوكًا مكتسبًا، من الناحية الإيجابية، يمكنك مساعدة طفلك على إلغاء ذلك السلوك أو تغيير سلوكه، في هذا المقال سنتعرف على خصائص الطفل العنيد وكيف يمكن التعامل معه! والآن لنحاول أن نفهم الطفل العنيد:

 

خصائص الطفل العنيد

إذا كان التصميم من صفات أحد الوالدين فلا شك انهما يحبان أن يريا هذه الصفة بأطفالهما أيضا، ولكن تبقى النقطة هي الفرق بين التصميم والعناد، فالتصميم: هو المثابرة والسعي لتحقيق ما يريد الشخص دون تراجع. أمّا العناد: فهو الرفض الشديد لتغيير الفكرة عن شيء معين أو تصرف ما. ليس كل طفل يمتلك إرادة حرة يعتبر عنيدًا، من المهم أن نتأكد إن كان الطفل مصممًا أو عنيدًا، الأطفال الذين يمتلكون إرادة قوية، ويمتلكون الذكاء، والإبداع يطرحون الكثير من الأسئلة، والتي قد نفسرها على أنها تمرد، لديهم آراؤهم الخاصة.

ولكن ما هي خصائص الطفل العنيد؟

  • لديه حاجة ملحة بأن يتم الانتباه إليه وأن يُسمع صوته، لذلك يسعى لكي يلفت انتباهك بأي شكل.
  • قد يجادل بشكل عنيف ويرفض فعل ما يُطلب منه.
  • يضع قواعده وقوانينه الخاصة، يصرّ على الحصول على ما يعتقد أنه يستحقه.
  • ملتزم بالتصميم على فعل ما يحلو له.
  • كل الأطفال يمرون بنوبات غضب، ولكن العنيد يفعل أكثر.
  • لديه صفة قيادية قوية، ويمكن أن يكون متسلطًا في بعض الأحيان.
  • يرفض تغيير أفكاره أو تصرفاته أو سلوكياته بغض النظر عن الضغط الخارجي للقيام بخلاف ذلك.

متى يبدأ العناد؟

العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتمادًا كليًا على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسمًا بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.

♦ وللعناد مرحلة أولى: حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل جيل الثلاث سنوات أو بعد السنتين الأوليين؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية، ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.

♦ أما المرحلة الثانية: فهي العناد في مرحلة المراهقة؛ حيث يأتي العناد تعبيرًا للانفصال عن الوالدين، ولكن عمومًا وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقًا جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصًا إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.

أشكال العناد عند الأطفال

أشكال عناد الأطفال ثلاثة، وهي:

  • المقاومة السلبية، وفي هذه الحالة لا يهتم الطفل بالمطلوب منه.
  • التحدي والعناد الظاهر، كأن يقول الطفل: “لن أقوم بذلك”.
  • نمط العناد الحاقد، وهو أن يقوم الطفل بعكس ما طُلب منه.

أسباب العناد عند الأطفال

لا يمكن أن تأتي ظاهرة كهذه بدون أسباب ودوافع، وقد يكون الأبوان جزءًا من هذه الأسباب، ولعل فهم هذه الأسباب هو الطريق الأقصر للوقوف على حل صحي لهذه الظاهرة. ومن أسباب عناد الأطفال:

  • التوقعات الكبيرة من قبل الأهالي لأداء أطفالهم، والتي غالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع، ولا تتناسب مع قدراتهم وإنجازاتهم، مما يشعر الطفل بالإحباط، وبالتالي تكون النتيجة الرفض والعناد تجاه الأوامر الموجهة إليه، لعدم مقدرته على فعلها.
  • تعدّ الأسرة النواة الأولى لتربية الطفل، ومن هنا فإن سلوك الأبوين وعنادهما يدعم ظاهرة العناد لدى الأطفال. قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهًا بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئًا أو ينفذ أمرًا ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه.
  • اعتماد طريقة لإثبات الذات وفرض الشخصية، وإظهار الاستقلالية، وخاصة ما بين عمر 3 إلى 6 سنوات. إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو، وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير، ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.
  • اتباع الأسلوب الجاف والصارم من قبل الأبوين من خلال كثرة المنع وكثرة التطلب. التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء وعدم المرونة في المعاملة: فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.
  • يعد الدلال الزائد للطفل من أسباب تنمية العناد لديه، حيث يصبح الطفل عاجزًا عن فعل أي شيء بمفرده، ويصبح في حاجة مستمرة إلى والديه، مما يثير في نفسه ملكة العناد تجاههما، كوسيلة يدافع بها عن بقائه معهما.

الدعم والاستجابة لسلوك العناد: إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد، تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.

  • ينعكس ما يشاهده الطفل من خلال التلفزيون والأجهزة الإلكترونية من مشاهد العناد على شخصية الطفل وتعامله مع من حوله.

الشعور بالعجز: إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة، أو مواجهته لصدمات، أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة.

  • قد يكون عناد الطفل بسبب خلل فسيولوجي، مثل إصابات الدماغ.
  • الاتكالية: قد يظهر العناد ردَّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو الاعتماد الزائد على المربية أو المعلمة.
  • من أسباب عناد الطفل: الغيرة من الأشقاء أو الأصدقاء أو يريد لفت الانتباه أو مواجهة الطفل العنيد مشاكل في مدرسته فتدفعه للسلوكيات الشاذة والعناد.

يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله والتي سنتحدث فيها حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى