أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

د. جمال عمرو لـ “موطني 48”: نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بمثابة عدوان ثلاثي على الشعب الفلسطيني

ساهر غزاوي/ موطني 48
اعتبر الدكتور جمال عمرو، الباحث والمختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارته من تل أبيب إلى مدينة القدس بمثابة حرب وعدوان على الشعب الفلسطيني وهو عدوان ثلاثي أمريكي إسرائيلي عربي، مشبها إياه بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956.
وقال عمرو في حديث لـ “موطني 48” إن “هذه الحرب والعدوان الكبير جدا سيكون له مخاطر على وضع المسجد الأقصى ومدينة القدس والوضع القانوني للسكان وعلى تخلص الاحتلال من 165 ألف مقدسي، وسيكون له تداعيات خطيرة ومرفوضة جملة وتفصيلا من الشعب الفلسطيني، باعتبار ما قالته تسيفي ليفني لأوردغان “أنت تتدخل في عاصمتنا ونحن لا نتدخل في عاصمتك فلا تتدخل بعاصمتنا”.
وعلى هذا الأساس تعتبر ليفني القدس عاصمتها وتتصرف فيها كيفما تشاء يقول عمرو، ويضيف أن “القدس ستصبح ملكاً للاحتلال غير آبه ولا ملتفت للشكاوى ولا لقرارات اليونسكو باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي سيدعي ويقول إننا نتصرف في عاصمتنا ولا نحترم أي جهة وغير مستعدين لاحترام أي جهة تحتج وتعترض علينا في مساسنا بحائط البراق ولا بدخولنا للمسجد الأقصى ولا صعودنا إلى صحن قبة الصخرة ولا حتى أي تغيير نجريه في المرحلة القادمة في الأقصى، لأن ذلك سيصبح متاحا ومستباحا باعتبار أن الاحتلال سيدعي أنه يتصرف في مدينته وعاصمته”.
ووصف قرار الرئيس الأمريكي بـ “الإرهابي والخطير جدا”. وقال عمرو: “هذا الرجل (ترامب) أعلن الحرب على الإسلام والمسلمين باعتبار أن القدس لا تمس فقط بالمقدسيين ولا بالعرب أجمعين بل تمس بـ 1.7 مليار مسلم”.
ولفت إلى أن “هذه الحرب نتيجة أن ترامب محاط بالإيباك اليهودي (اللوبي) ومحاط بصهره كوشنير والحقيقة هو يهودي أيضا، وبالتالي هو يخضع لعبودية اليهود ويصدر قرارات أخطر ألف مرة من وعد بالفور، يعني هذا القرار باعتبار تنفيذه فيه نقل سفارة وتعامل قانوني وتغيير الوضع الجاري ووضع سياسي جديد لهذا السبب فهذا القرار يشكل خطرا كبيرا جدا”.

بيانات مهترئة
أمّا عن بيانات واحتجاجات الأنظمة العربية فوصفها عمرو بالـ “مهترئة” ولا تأثير لها لأن أمريكيا “لا ترى الأنظمة العربية ذات صلاحية ولا تعتبرها ديمقراطية ولا ذات قيمة وتحتقرها وتتعامل معها بفوقية وسادية منقطعة النظير وتتعامل مع الأنظمة كمندوبين يقومون بعمل خدمة جليلة لأمريكيا وأجهزة مخابراتها وأجهزتها الأمنية ومصالحها مثل “الأراكوزات” يحمون المصالح الأمريكية ومن لا يريد عليه اللحاق بالقذافي وعبد الله صالح وزين العابدين ومبارك وغيرهم من هذه العصابة، وبهذا الشكل يتعاملون مع الأنظمة العربية تعامل تحقيري ولا يرون أنها تستحق أي احترام على الاطلاق، ولهذا السبب لا قيمة للاحتجاجات العربية وخاصة انهم تعودوا على مشاهدة احتجاجات عربية تستمر لأيام وتنفض وكأن المحتجون من خلف الستار يتصلون بتل أبيب ويعتذرون.. هذا شيء مخجل ومخزي وبالتالي الاحتجاجات العربية ما لم تقرن بالأفعال وتطبق في الميدان فلا قيمة لها وهي كباقي الاحتجاجات بنظر السيد الأمريكي”.
مواقف تركيا متقدمة على الجميع
لكن في مقابل مواقف الأنظمة العربية المخجلة والمخزية كما وصفها الدكتور جمال عمرو فإنه يشيد بالموقف التركي ويقول: “الموقف التركي متقدم على الأنظمة العربية مجتمعة وحتى على الدول الإسلامية كلها، سباق وسقفه مرتفع وفيه إجراء عملي، تركيا أذلت الإسرائيليين وقت حادثة مرمرة واذلتهم أيضا حينما أذلوا السفير التركي فقامت تركيا بالرد السريع وأهانت مقابل ذلك وزيرا إسرائيليا، كما أن تركيا أرغمت إسرائيل على دفع تعويضات عن يدٍ وهم صاغرون، والاتراك عندما يقررون ينفذون ولهم وزنهم ويحسب لهم اللوبي الصهيوني ألف حساب”.
تهيئة المسرح
ويشير عمرو إلى أن الإسرائيليين عملوا على عدة أصعدة لتهيئة المسرح لمثل هذه الخيانة العظمى فيقول: “أولا على الصعيد العربي والإسلامي قاموا بمحاولة انقلاب على تركيا وفشلت وقاموا بمذبحة رابعة العدوية وتنصيب رجل المخابرات الامريكية “الأوزباشي” السيسي الذي سجن أول رئيس منتخب مدني الدكتور محمد مرسي، ولان فيه نفس الحرية والاستقلال تخلصوا منه، وفي الحالة السورية فجرت الاستخبارات الغربية الأمريكية حروبا وقامت في توظيف الدفاع عن بشار الأسد من أجل خسف شعبه وتدمير جيشه وهذا ما فعله هذا الاحمق ودمر الدنيا “الأسد أو خراب البلد”، وفي الحالة اليمنية حرق علي عبد الله صالح أيضا البلد وعندما انتهت مهمته اعدموه في الميدان وفي الحالة الليبية استقدموا الجنرال حفتر للقيام بمهمة تدمير البلد أيضا وكذلك الحال في العراق وغيرها من البلدان العربية والإسلامية”.
أما على صعيد المسرح الفلسطيني فقامت إسرائيل بحظر الحركة الإسلامية وسجنوا شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح، وضللوا القادة الفلسطينيين من خلال بعض “الأراكوزات” وذهبوا بهم بعيدا وكأنهم قادة عظماء كصلاح الدين وعمر بن الخطاب، فبالتالي القيادة الفلسطينية مضللة بصفقة القرن وهي “صفعة القرن” ومن جهتها ضللت القيادة الفلسطينية الشعب الفلسطيني وأعطت انطباعا أن صفقة القرن سيأتي منها الخير الكثير في حين انه شر مستطير”.
كما لم ينسَ الدكتور جمال عمرو التطرق إلى تفكك مجلس التعاون الخليجي معتبرا إياه آخر تضامن عربي ناجح فعليا، حيث وجهت دول التعاون تهمة مناصرة الإرهاب الباطلة لقطر، وهي غير موجودة على الإطلاق، بهدف معاقبتها لمناصرة ومؤازرة تركيا، كما يقول.
ويقول: “هكذا إذاً شغلوا بال فلسطين والعراق وليبا واليمن وسوريا ومصر وكلها مؤشرات تشير الى تهيئة المسرح لتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني والعربي وتدمير وتهيئة المسرح السياسي لاستقبال القرارات الأمريكية والعرب مفككون”.
ما بعد القرار ليس كقبله
ويرى الدكتور جمال عمرو أن مرحلة أوسلو انتهت بموجب “هذا القرار الجائر والعدوان الثلاثي على فلسطين والقدس والأقصى، وبالتالي ستنشأ الآن معادلة جديدة في المنطقة برمتها يعني ما بعد قرار الإرهابي دونالد ترامب غير ما قبله، ما قبله كان لا زال البعض واهما ويعيش على السراب والبهتان والكذب ويسوق على الناس “صفعة القرن” ويسوق عليهم مبادرات سلام عربية وغير عربية”.
ويضيف: “اليوم ستنشأ قوى جديدة خالصة ولن يستطيع فريق السلام بعد اليوم أن يفتح فمه، أصبح هؤلاء بمنظور الشعوب فريق استسلام وفريق عملاء، المرحلة القادمة هي بروز قوى شعبية تفرز قيادة جديدة، بما معناه ستتغير ملامح المنطقة برمتها والذي يفكر جيدا كيف انهارت إمبراطورية الاتحاد السوفيتي بسرعة البرق لا يستغرب انهيار الامبراطورية الأمريكية التي هي أضعف من الاتحاد السوفيتي واقل شأنا وأقل مساحة وسكانا ولا يستغرب أن ينهار المشروع الصهيوني في فلسطين بعد ذلك مباشرة لأنه لا يعيش الا متكئا على الحبل السري بدعم وحماية أمريكية منقطعة النظير”.
ويختم الدكتور جمال عمرو: “يعد قرار نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس هو بداية العد التنازلي لانتهاء المرحلة الفرعونية، هذا هو فرعون وها هو يصرح كيفما شاء وهو يقسم العرب، جزء منهم يرغمهم على دفع المليارات ويملي على آخرين قرارته وأوامره، نحن أمام مرحلة جديدة يمكن للأمور بعدها أن تتغير كلياً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى