أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

هل انتهى دور حزب النور بعد خسارته بانتخابات “شيوخ السيسي”؟

انتهت انتخابات مجلس الشيوخ المصرية، وسط فوز عريض لحزب “مستقبل وطن”، المُقرب من السلطات العسكرية الحاكمة بجولتيها، وخروج حزب “النور” السلفي منها خالي الوفاض ودون مكسب لمقعد واحد.

خسارة جميع المرشحين عن حزب النور السلفي في جولتي انتخابات الشيوخ جاءت في الوقت الذي يقدم فيه قيادات وأعضاء حزب “النور”، كل الدعم السياسي لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي.

وفي الوقت الذي قدّم فيه مشايخ وأعضاء “الدعوة السلفية”، كل الدعم الديني للسيسي من فتاوى وخطب ودعوات للوقوف مع نظامه.

وبرز الحزب كثاني أكبر القوى الحزبية بمصر بعد تأسيسه إثر ثورة يناير 2011، بالفوز بنحو 22 بالمئة من مقاعد “مجلس الشعب” 2011-2012، لتتضاءل حصة “النور” في برلمان السيسي عام 2014، إلى 12 مقعدا فقط، ليختفي حزب النور بشكل كامل عن مقاعد مجلس الشيوخ.

وتنافس في انتخابات مجلس الشيوخ 787 مرشحا بنظامي الفردي والقائمة؛ موزعة على 27 محافظة فيما جاءت نتيجة التصويت صادمة حيث شارك بها نحو 8 ملايين مصري من 63 مليونا لهم حق الانتخاب بنسبة مشاركة 14.23 بالمئة.

وخاض الحزب السلفي انتخابات مجلس الشيوخ، على مقاعد الفردي بـ16 مرشحا في 9 محافظات، هي: الإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح، وكفر الشيخ، ودمياط، والفيوم، وبني سويف، وقنا، وجنوب سيناء.

وجاءت نتيجة الجولة الأولى مُعلنة فشل جميع مرشحي “النور” في الفوز بأي مقعد، إلا أن الأمل ظل باقيا لأنصاره بجولة الإعادة التي خاضها 4 مرشحين الأسبوع الماضي، والتي جاءت مخيبة للآمال أيضا حيث لم ينجح أحد.

“لدى السيسي البديل”

وفي تعليقه على فشل “النور” بانتخابات “الشيوخ”، قال المتحدث باسم حزب “الأصالة”، حاتم أبو زيد، إن “أصفار حزب النور بانتخابات الشيوخ ومن قبلها ضعف نتائجه بالبرلمان، وعزوف المواطنين عن جميع الانتخابات التي جرت عقب الانقلاب تؤكد على وعي المواطن المصري عامة وأصحاب التوجه الإسلامي خاصة”.

السياسي المصري، أضاف بحديث صحفي، أنهم “عندما علموا أن أصواتهم لا قيمة لها هجروا هذه التمثيليات الرخيصة، وليس عندهم شيك على بياض لأحد، ولا ينقادوا لمجرد شعارات، حتى لو كانت شعارات دينية، بل دائما ينظرون للمضمون، فربما يتمكن البعض من إخفاء حقيقة فساده فيخدع الجمهور بعض الوقت لكنه لا يتمكن من خداعه كل الوقت”.

وأكد أبو زيد، أن “إهمال الجماهير لحزب النور، واندثار قيمته في الوسط الإسلامي بدأ مبكرا منذ تواصل الحزب مع مرشح الفلول للرئاسة الفريق شفيق، ثم بدأ يزداد مع انحياز الحزب للثورة المضادة وانحيازه لمعسكر ما سمي بجبهة الإنقاذ، فاصطفافه مع الانقلاب، ومن ثم انكشف نفاق هؤلاء وأضحى بلا قيمة”.

ويعتقد أن “هذا ما جعل قائد الانقلاب لا يرى فيه فائدة فلم يسمح له بالاستمرار، فقد أدى دوره، انتهى بالنسبة له؛ ثم هو لديه المؤسسة الرسمية التي تنتحل الدين، وهي كافية بالنسبة له خاصة وأن رؤوسها تحت السيطرة التامة، ومن دونهم خاضعون بصفتهم الوظيفية، فلا حاجة له في منافقين آخرين”.

“مجلس الشيوخ بلا شيوخ”

وفي رؤيته، قال الباحث والإعلامي المهتم بشئون الجماعات الإسلامية أحمد رشدي: “لم يكن هذا المشهد غريبا أو مستبعدا؛ فمشهد الانقلاب حتى يتم كان يجب أن يحتوي على كل الفئات الفاعلة حتى يخرج وكأنه إرادة شعبية وليس انقلابا عليها وعلى الوطن”.

رشدي، وفي حديث صحفي، أضاف: “ومن لوازم ذلك أن يتزين المشهد ببعض اللحى الرسمية والشعبية؛ لكن ليس لهذه اللحى أي دور في حاضر أو مستقبل مصر إنما يتم استدعائها وقت الحاجة فقط”.

وتابع: “ولعل من نافلة القول أن نذكر بأن حزب النور ليس وحده ممن دعم الانقلاب ثم تم الاستغناء عنه؛ ذلك أن لهذا الانقلاب أجندة شديدة الوضوح لا يمكن أن يكون هناك صوت آخر في مصر سوى صوت الخيانة، حتى تستكمل لأجل هذا نجد الصراع على أشده بين قائد الانقلاب وشيخ الأزهر مظنة أنه قد يكون له صوت”.

وفي تقديره يعتقد الباحث المصري، أن “حزب النور وغيره ممن شهدوا مشهد الانقلاب أصبحوا مجرد دمى يمكن استخدامها وقت الحاجة فقط كما هو واضح الآن باستخدام بعض اللحى لتبرير هدم المساجد”.

ويتوقع أن يكون لحزب النور “وظيفة أخرى لدى الانقلاب في تهدئة الشارع بفتاوى حرمة الخروج على الحاكم إذا ما اشتعلت ثورة قريبة”، مبينا أنه “ولذلك فالانقلاب حريص على بقاء قيادات التبرير من الإسلاميين حتى يستخدمهم وقت الحاجة”.

وجزم رشدي، بأنه “لن يكون لحزب النور أي ردود أفعال إذ إنه وصل ذروة الانبطاح التي لا يمكن معها أن يرفع رأسه خشية أن يقطعها العسكر”.

وختم بالقول: “وقد يكون من كمال ديكور البرلمان القادم وجود بعض أصحاب اللحى المنتقين بعناية لتفويت الاعتراض على أي قرارات ضد الدين بزعم أن في المجلس شيوخ أقروه”.

مواقع التواصل الاجتماعي، لم تمرر واقعة “صفر حزب النور” في انتخابات الشيوخ دون تحليل للموقف والأسباب ودون السخرية أيضا.

الكاتب والصحفي سليم عزوز، قال عبر صفحته بـ”فيسبوك”: “غطت واقعة القطار على خبر مهم هو أن حزب النور بعد أن أدى بامتياز دور حمدي أحمد في (القاهرة 30) تحصل على صفر مربع في انتخابات مجلس الشيوخ”.

وبنفس الطريقة سخر الناشط الحقوقي عبدالرحمن عاطف بالقول: “حزب النور يقرر إنشاء مجلس شيوخ على الضيق بعد سقوط جميع أعضائه”.

أما البرلماني السابق والمحامي ممدوح إسماعيل، فسخر بالقول: صفر حزب النور في انتخابات الشيوخ؛ إعلان أنه انتهى دوره كورق تواليت للعسكر، وسكوته هو تعبير عن الخوف وترقب لحظة شد السيفون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى