عرب ودولي

لبنانيون يسألون: هل اعتقلت السعودية الحريري؟

لا يزال لبنان يلملم تداعيات استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض وعبر قنوات سعودية، لكن جميع الفرقاء السياسيين متفقون -على ما يبدو- على التهدئة وعدم التصعيد وانتظار ما وراء “أكمة الاستقالة”.
الرجل الذي قدم استقالته السبت الماضي لم يعد من وقتها إلى لبنان، وتحول السؤال عن مصيره إلى حديث الساسة والإعلام والعامة في “بلاد الأرز”، والملفت أن هناك من ربط بين “زلزال مكافحة الفساد” الذي ضرب المملكة واحتمال اعتقاله من بين الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين ورجال الأعمال، خاصة إذا عرفنا أن الحريري يملك الجنسية السعودية إضافة إلى اللبنانية.
غير أن المسؤولين السعوديين والإعلام السعودي يحاولون منذ أمس الأول نفي موضوع اعتقاله أو وضعه في الإقامة الجبرية.
البداية كانت مع وزير الدولة لشؤون الخليج والممسك بالملف اللبناني ثامر السبهان، الذي أكد السبت على كافة وسائل الإعلام اللبنانية أن “الحريري يستطيع العودة لبيروت متى يشاء، لكن هناك أخطارا أمنية تهدد حياته”.
وبعدها نشر الحريري نفسه أمس تغريدة على مواقع التواصل برفقة السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب.


وأتبعها اليوم بصورة من لقائه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وأرفق الصورة بتغريدة “تشرفت اليوم بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مكتبه بقصر اليمامة”. واكتفى الحريري ووسائل الإعلام السعودية بنشر صورا ثابتة للقاء دون فيديو.


وكان الملفت استخدام وكالة الأنباء السعودية الرسمية عبارة “رئيس وزراء لبنان السابق”، علما بأن الرئيس اللبناني ميشال عون لم يعلن بعد قبول الاستقالة.
ولكن على ما يبدو، لم تقنع كل هذه المبررات جزءا كبيرا من اللبنانيين، الذين اعتبروا أن الحريري أُجبر على تقديم استقالته، وطالبوه بالعودة إلى بلاده وتقديم الاستقالة طوعا، كما صرّح وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي (أحد وزراء فريق عون في الحكومة).
وقال جريصاتي إن “عون لن يتخذ أي إجراء يتعلق باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل عودة الحريري من الخارج”، وأكد أن الاستقالة يجب أن “تكون طوعية بكل المفاهيم”.
أما أمين عام حزب الله حسن نصر الله فسأل “أين الحريري؟ هل هو في الإقامة الجبرية؟ هل هو موقوف؟ هل يستطيع العودة إلى لبنان؟ هل سيسمح له بالعودة؟ هذه أسئلة مشروعة”.
وكان أول من لفت إلى احتمال اعتقال الحريري الوزير اللبناني السابق وئام وهاب وكتب على “تويتر”: “إستقالة الحريري مؤسفة في هذا الوقت ولكن السؤال لماذا أعلنها من الرياض . هل الرجل في الإقامة الجبرية وأجبر على الاستقالة؟”.
وركز المغردون اللبنانيون كثيرا على صورة الحريري مع السفير السعودي الجديد، ورأى بعضهم أنها التقطت في فندق الريتز بالرياض، الذي كشفت صحيفة نيويورك تايمز أنه المكان الذي اعتقل فيه الأمراء والوزراء المتهمون “بالفساد”، إذ قارنوا بين خلفية الصورة وأثاث غرف الفندق.
هذا، ناهيك عن عشرات التغريدات من لبنانيين يطالبون السعودية بالكشف عن مصير رئيس وزرائهم، والمطالبة بعودته لبلاده، واعتبروا أنه يظهر في الصور واللقاءات ثم يعود لمعتقله؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى