إلغاء زيارة نتنياهو للأرجنتين بسبب الانتخابات والقضايا القانونية الدولية
ألغى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، المؤيد القوي لإسرائيل، زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الأرجنتين، بعد أن كانت مقررة فور عودته من الولايات المتحدة، بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة وخشيته من تأثير الزيارة على موقفه السياسي. وأكدت مصادر رسمية أن القرار ليس موجها ضد إسرائيل، وإنما إجراء عام تجاه أي زيارة لرؤساء عالميين في هذا التوقيت الحساس، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد.
وجاء الإلغاء رغم لقاء سابق بين نتنياهو وميلي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أعرب نتنياهو عن تقديره لدعم الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل ومواقفه في المحافل الدولية، وناقشا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
لكن زيارة نتنياهو واجهت عقبات إضافية، إذ رفع محامو حقوق الإنسان في الأرجنتين دعوى قضائية تطالب باعتقاله إذا دخل البلاد، متهمين إياه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك التسبب في وفاة الفلسطينيين جوعًا خلال الحرب على غزة. وتزامنت الدعوى مع تقارير إعلامية عن احتمال زيارة نتنياهو إلى بوينس آيرس في شهر سبتمبر.
وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي سبق وأصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو، فيما رفضت إسرائيل مؤخراً إلغاء مذكرة صادرة بحق الوزير السابق يوآف غالانت.
على صعيد الرحلات الجوية، اضطرّت طائرة نتنياهو إلى مسار غير معتاد لتجنب المرور فوق الدول الأوروبية التي قد تنفذ مذكرة التوقيف، مفضلة المسار الجنوبي عبر البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وفق سجلات تتبع الرحلات، مرت الطائرة فقط فوق اليونان وإيطاليا ثم مضيق جيلبرت إلى المحيط الأطلسي، لتجنب أي مخاطر محتملة في حال الهبوط الاضطراري.
وأشار اتحاد الطيارين الإسرائيليين إلى أن المسار الجنوبي استُخدم لتجنب المخاطر، مقارنةً برحلات تجارية أخرى إلى نيويورك، بينما سلكت رحلة شركة “العال” المسار الاقتصادي المعتاد.
وفي سياق متصل، سخر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من نتنياهو على منصة “إكس” بعد الانسحاب الجماعي لممثلي الدول قبل بدء خطابه بالأمم المتحدة، واصفاً الكيان الإسرائيلي بأنه “الأكثر كراهيةً وعزلة في العالم اليوم”، ما أضاف بعداً جديداً للجدل حول رحلاته الدولية وسياساته الخارجية.
