أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

“مهرجان الأقصى في خطر” ودوره في رفع الوعي (7)

خاتمة: المهرجان في العيون الإسرائيلية

خاتمة: المهرجان في العيون الإسرائيلية

ساهر غزاوي
شكّل مهرجان “الأقصى في خطر” حالة من الخطر والهواجس لدى السلطات الإسرائيلية التي سعت بشتى الطرق لمنعه وحجب فعالياته، وملاحقة القيادات والجمعيات التي كانت تشرف على تنظيمه، لكونه توج الفعاليات السنوية وعكس حالة الارتباط بين الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة والعالمين العربي والإسلامي.
فقد أشارت لجنة “أور” (التي شُكّلت في أعقاب أحداث هبة القدس والأقصى التي اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 وراح ضحيّتها 13 شابًا فلسطينيًا في المثلث والجليل على يد قوّات الشرطة الإسرائيلية) في حينه، إلى الشيخ رائد صلاح كمن حرّض وأشعل المجتمع العربي، وارتبط اسم الشيخ رائد صلاح بالتحريض وإحداث الاضطرابات عقب الزيارة التي قام بها أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، والتي أدت إلى حدوث مواجهات واندلاع الانتفاضة الثانية، وذلك تحت ادعاء أن الأحداث اندلعت نتيجة للتحريض المستمر تحت شعار “الأقصى في خطر”، مع تحميل جزءٍ من قادة المجتمع العربي المسؤولية عمّا أسمته “التحريض وتعبئة الجماهير، وأسفر عن تأجيج أحداث العنف”.
يرى باحثون إسرائيليون أن أحداث أكتوبر عام 2000 التي تسببت بها زيارة شارون للمسجد الأقصى، تأتي على خلفية فترة طويلة من الحملة التي تقودها الحركة الإسلامية بين العرب في الداخل الفلسطيني بعنوان “الأقصى في خطر”، وقالوا إن الحركة الإسلامية تنظم مهرجانات ضخمة في أم الفحم منذ عدة سنوات “لإنقاذ” المسجد الأقصى، آخرها قبل وقت قصير من اندلاع الأحداث بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص. وزاد مقتل المصلين المسلمين في ساحة المسجد من حدة المخاوف والمشاعر، وأثارت صورة مقتل الصبي محمد الدرة في غزة بين ذراعي والده، التي بثّتها جميع محطات التلفزة في جميع أنحاء العالم، تعاطف السلطة الفلسطينية مع الغضب والحزن.
تحت عنوان “لا يتطلب الأمر الكثير لبدء أعمال الشغب في الحرم القدسي الشريف”، قال موقع “هآرتس” (9/10/2009): نظّم الجناح الشمالي للحركة الإسلامية مهرجان “الأقصى في خطر” الرابع عشر بحضور الآلاف، وسلّطت وسائل إعلام فلسطينية الضوء على تصريحات قيادية في فتح وحماس وفصائل أخرى تعلن خطورة الأقصى ومهاجمة إسرائيل لنيتها المس بالأقصى”.
وفي رصد آخر للتحريض الإسرائيلي، قال موقع (إن أر جي) العبري (22/8/2008) عن المهرجان في دورته 13: “استعراض مؤثر للقوة قامت به الحركة الإسلامية في أم الفحم، بعنوان “مهرجان الأقصى في خطر”، أعلن رئيس الجناح الشمالي للحركة الشيخ رائد صلاح: “سنقيم المهرجان حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأقصى وعن القدس”. وأشار الموقع إلى أنه “حضر المهرجان الثالث عشر الذي عقدته الحركة الإسلامية في إسرائيل عشرات الآلاف. هذا العام أيضًا، لم يفاجأ الشيخ صلاح وألقى خطابًا لاذعًا بشكل خاص ضد إسرائيل. “الصديق والعدو والمشفقون علينا يسألوننا لماذا تقيمون مهرجان الأقصى؟” وأضاف “وجوابنا ونحن لا نتردد – هو حقنا. ما دام هناك احتلال إسرائيلي للقدس المقدسة والمسجد الأقصى”. وأضاف صلاح أنه لا يشك في أن مهرجانًا مماثلًا سيقام قريبًا في المسجد الأقصى نفسه. وقال: “أنا واثق من أنّه لن يمر وقت طويل قبل أن نقيم مهرجان في المسجد الأقصى قريبا، ولكن ليس تحت عنوان (الأقصى في خطر) ولكن تحت عنوان (الأقصى في نصر). وبحسب رئيس الجناح الشمالي، فإن المهرجان سيقام “حتى إزالة الاحتلال الإسرائيلي عن الأقصى والقدس، وإزالة الاحتلال الإسرائيلي هو إزالته عن كل شبر من أرض المسلمين، والاحتلال الأمريكي للعراق، وإزالة الاحتلال الصليبي من أفغانستان والسودان”.
إلى جانب ذلك، صدر باللغة العبرية عام 2012 كتاب بعنوان (فِرية “الأقصى في خطر” صورة الكذب)، للكاتب والباحث الإسرائيلي نداف شرغاي، يحاول من خلاله تحميل شعار “الأقصى في خطر” الذي أطلقته الحركة الإسلامية، تهمة الإرهاب والتحريض على قتل اليهود! وفي الكتاب محاولات لاتهام القرآن الكريم بأنه هو، وفقط هو، الدافع إلى ما يسميه إرهابًا. ومن بين الموضوعات التي يناقشها الكتاب: خطاب الشيخ رائد صلاح باعتباره تابعًا للمفتي الكبير (الحاج أمين الحسيني/ الكاتب) في نشر الكذب، يقصد شعار “الأقصى في خطر” في المهرجان ويضيف قائلًا: إن فرية (الأقصى في خطر) لم تعد مجرد دعاية كاذبة فحسب، بل تحوّلت إلى “رحم لإنتاج الإرهاب”، وتحوّل الشعار بشكل مباشر إلى مشعل للإرهاب ومنتج ومنفذ له! ثم يقول: هناك كثيرون في القيادة الفلسطينية الوطنية والدينية الذين استخدموا هذا الشعار باستمرار ومنحوه دعمًا شعبيًا”.
ويقول شرغاي أيضًا: في مهرجان “الأقصى في خطر” عام 1999 قال عضو بارز في حركة رائد صلاح (يقصد الشيخ كمال خطيب/ الكاتب): “إن سراج الزيت ينطفئ، إن وقود الزيت يوهب للأقصى قد ينطفئ، ولكننا نحن نجيد أن نسرج الأقصى دمًا، لأن الذي يسرج بالدم لن ينطفئ، نعم لن ينطفئ”. لم تكن الرسائل في المؤتمر السنوي الذي عقد في عام 2000 مختلفة جوهريًا. حدد الشيخ صلاح في هذا المؤتمر أي موقف يرى أن لليهود أي حق في المسجد الأقصى، باعتباره إعلان حرب دينية على المسلمين أينما كانوا. وأثناء المؤتمر، قاد الشيخ صلاح الإعلان: “بالروح في نفديك يا أقصى”، وفي ذلك المؤتمر، قال ناشط كبير في الجناح الشمالي للحركة الإسلامية (الشيخ كمال خطيب/ الكاتب) أشياء مماثلة.
وفي أعقاب حظر الحركة الإسلامية في تشرين الثاني عام 2015، أصدر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية (باللغة الانجليزية) بيانًا ادّعى فيه أنه، تحت شعار “الأقصى في خطر” يقود الجناح الشمالي للحركة الإسلامية حملة أكاذيب وتحريض باطلة بأن إسرائيل تنوي إلحاق الأذى بالمسجد الأقصى (جبل الهيكل) وتغيير الوضع القائم، في المكان المقدس لليهود وللمسلمين على حد سواء. إن الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية الفلسطينية الأخيرة استوحت أفعالها من البروباغندا والتحريض على العنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى