أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

يريدونه إسلامًا أليفًا ظريفًا.. ولن يكون لهم ذلك

الشيخ كمال خطيب
لسنين طوال بل لعقود وأعداؤنا بلا كلل ولا ملل يمكرون مكر الليل والنهار لضرب الروح الإسلامية والعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، وكل ذلك لتهيئة المناخ والظرف الذي تصبح فيه الأمة مهيئة نفسيًا وفكريًا وأخلاقيًا وحتى عقائديًا لتقبّل هيمنة النظام العالمي الجديد وفي مقدمته تقبّل عهد التطبيع مع إسرائيل، ليس فقط عبر الاعتراف بإسرائيل وإنما عبر إدارة الظهر لقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين والتعامل معها كأنها حمل ثقيل لابد أن ينزل عن ظهورهم.

التشويه
وإن أهم وأول ما سعى أعداؤنا لاستهدافه ليسهل عليهم بعد ذلك ضرب وتحطيم كل ما بعده، فإنه ضرب وتشويه معاني الاعتزاز بالانتماء الإسلامي والهوية الإسلامية، حيث الاعتزاز بالانتماء هو واجب على كل مسلم رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبالقرآن منهجًا ودستورًا وبمحمد ﷺ نبيًا ورسولًا.
إنهم أرادوا لهذا المسلم الذي يعتز بالإسلام {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} آية 3 سورة المائدة. إنه الإسلام دين الله الواحد دين الرسل جميعًا الذي لا يقبل الله دينًا غيره {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آية 19 سورة آل عمران. وأرادوا لهذا المسلم الذي يعتز برسالة محمد ﷺ {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} آية 164 سورة آل عمران. وأرادوا لهذا المسلم الذي يعتز بالقرآن الكريم أعظم كتاب أنزله الله {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} آية 42 من سورة فصلت. ولهذا المسلم الذي يعتز بانتسابه إلى الأمة الوسط بل خير أمة أخرجت للناس {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} آية 143 سورة البقرة. {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} آية 110 آل عمران.
لقد أرادوا وعملوا لضرب كل معاني الاعتزاز هذه عبر استمرار الربط بين الإسلام وبين العنف والإرهاب حتى يوصلوا المسلم إلى الرغبة في التخلي عن هذا الشيء الذي يزعجه ويسبب له المتاعب، بل إن صفة ودمغة الإرهاب جاهزة لإلصاقها على كل من يدافع عن الإسلام ويعتز به حتى يعيش الشعور بأنه الغريب في هذا العالم ولا بد أن يصلح نفسه، وأن يصحح سلوكه حتى يتم قبوله في النظام العالمي الجديد.

التجفيف
إنهم لم يعتمدوا سياسة التشويه للهوية الإسلامية فقط، وإنما اعتمدوا معها وفي موازاتها سياسة التجفيف، إنها سياسة تجفيف منابع التدين والانتماء. فكل ما يدعو لتعميق معاني الانتماء للإسلام باعتباره عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وكل ما يدعو ويدل على أصالة المسلم واستقلال شخصيته عن باقي الأمم بل وكل ما يدعوه ويدل على اعتزاز المسلم بأستاذيته على سائر الناس، وكل ما يدعوه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ما يدعو للجهاد في سبيل الله ورفض الظلم وقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، وكل ما يدعو إلى الفضيلة والاحترام، وكل ما يحذّر من موالاة الأعداء كل هذا وغيره من المعاني التي أرادوا تجفيفها حتى يبقى المسلم مسخًا مشوهًا لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، وعندها يصبح مثل الريشة في مهب ريحهم يتلاعبون به شرقًا وغربًا.
ولأن أهم وسيلة لشحن وتعبئة منابع الهوية والاعتزاز بها هي الإعلام والتعليم فإنهم قد عمدوا دائمًا للاهتمام بهذين المنبعين لتجفيفهما حتى تتم عملية مسخ هوية الأجيال وغسل دماغ الجيل عبر ضخ معاني ومفاهيم لإسلام مشوّه زائف ليس هو إسلام القرآن والسنة ولا إسلام السلف.
لقد عمدوا لتفريغ وسائل الإعلام ومناهج التعليم من كل المضامين والمفاهيم التي يمكن أن تساهم في صقل الشخصية الإسلامية، وبداية فكان لا بد من التخلص من كل عناصر العناصر والشخصيات التي تحمل فكرًا إسلاميًا أو حتى عروبيًا ووطنيًا صادقًا بحيث تبقى هذه المنابر حكرًا على المطبّلين. لقد حيّدوا الصادقين وجاؤوا بالمنافقين، لقد قيّدوا الأصوليين وجاؤوا بالوصوليين وذلك ليفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، وكما يقول الشيخ القرضاوي: “ليحوّلوا الناس والمجتمع وهوية الأمة من المسجد إلى المسرح، ومن تلاوة القرآن إلى الطرب والألحان، ومن الحماسة للجهاد إلى الحماسة للكرة والملاعب، ومن احترام أهل العلم والتقوى والجهاد إلى تمجيد أهل التمثيل والرقص”. انظروا من هم محررو الصحف ومن هم مديرو القنوات الفضائية وما أكثرها تلك التي تساهم في مشروع التشويه والتجفيف هذا. إنهم المتردية والنطيحة وما أكل الذئب، ويضاف إليهم الفضائيات التي تبث على مدار الساعة عروض الأزياء والمباريات والغناء والأفلام وكل ذلك حتى تختل القيم وتضطرب الموازين.
وما فعلوه في الإعلام فقد فعلوه في التعليم ومناهجه، لقد بدأوا ذلك في مصر بعدما سميت اتفاقيات السلام “كامب ديفيد” وطبقوه مع سلطة رام الله، فيما سميت “اتفاقية أوسلو” والآن يطبقونه مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب والسعودية فيما تعرف باتفاقيات التطبيع “سلام إبراهيم” حيث تتم إزالة كل المواضيع التي تتحدث عن اليهود وعن بني إسرائيل، لا بل إن آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الإعداد والجهاد والقتال فإنه يتم إزالتها من مناهج التعليم حتى لا يكون فيها أي أثر ولا تبقي أي تأثير على عقلية الطلاب الذين يكونون غدًا هم الشباب الذين سيقودون المشهد العسكري والسياسي والفكري، وحيث هي عملية مسخ الهوية وغسل الأدمغة.
وللتذكير فإن اشتراط وإلزام تغيير المناهج تكون مقرونة بالمساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها دول الغرب عمومًا وأمريكا خصوصًا لهذه الأنظمة العميلة الموالية لها، وإذا تم رفض أو حتى تأخير تغيير المناهج، فإنه يتم إيقاف تقديم المساعدات الاقتصادية أو تنفيذ الصفقات العسكرية.
وماذا ستنفع الأسلحة حتى لو كانت هي الأحدث في العالم ما دامت ستقع في أيدي شباب قد مسخت هويتهم وغسلت أدمغتهم وحرّفت عقيدتهم القتالية، وأصبحت إسرائيل هي الجارة والصديقة بينما الشعوب هم الأعداء والصحوة الإسلامية هي العدو اللدود، وماذا ينفع السلاح إذا لم يكن في يد صاحب نخوة وصاحب عقيدة:

ولا تنفع الخيل الكرام ولا القِنا إذا لم يكن فوق الكرام كرام
وكما قال الشاعر الآخر:
وراية السيف أن يزهو بحامله ولا ينفع السيف إلا في يد البطل
ولقد رأينا أسلحتهم وطائراتهم التي أعطيت وفق هذه السياسة كيف تقتل أطفال اليمن وتهجر أطفال سوريا وتدمّر المنازل في سيناء وفى ميدان رابعة، بينما من يحتلون فلسطين ومن يحتلون جزر الإمارات ومن يحتلون الجولان يعيشون في أمن وأمان.

آخر المعاقل
ومن كتب له النجاة من ماكينات مسخ الهوية وغسل الدماغ “التعليم والإعلام” فإن سهام التشويه والتجفيف ستلاحقه إلى آخر المعاقل التي يمكن أن يلوذ بها إنها المساجد، فعمدوا عبر عكاكيزهم وعملائهم وعبيدهم من أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة لجعل وزارات الأوقاف والشؤون الدينية تحت قيادة ومسؤولية من لهم عداء تاريخي مع الفكر الإسلامي الأصيل، ليقوم هؤلاء بوضع اليد والسيطرة على المساجد الأهلية التي عادة ما تسمع فيها كلمة الحق والطرح الذي يلامس روح الأمة ونبضها، فراحوا يعيّنون أئمة وخطباء يدورون في فلك الحاكم وقد أصبحت تصلهم الخطب مكتوبة، وويل ثم ويل لمن يخرج عن النص، فيمدح من يراد له أن يمدحه ويذم من يطلب منه ذمه، ولقد رأينا وسمعنا قبل شهرين يوم أن صدر أمر من وزير الأوقاف السعودي لكل خطباء المملكة لتخصيص خطبة الجمعة لبيان أن الإخوان المسلمين هم خوارج خارجون عن الملة. ومن ثبت لاحقًا أنه لم ينفّذ الأمر فقد صدر بحقه فصل من إمامة المسجد والخطابة.
وقبل هذا بأسابيع وفي أوج اندلاقة التطبيع واتفاقيات الإمارات والبحرين والتمهيد لفتح أجواء السعودية للطيران الإسرائيلي وصولًا إلى ذهاب نتنياهو والاجتماع بمحمد بن سلمان في نيوم، فقد سبق ذلك خطبة جمعة أبرزها الخطبة في الحرم المكي التي تحدثت عن العلاقة مع اليهود في التاريخ الإسلامي متجاهلين أن الصراع الحالي هو ليس مع اليهودي لدينه وإنما مع الفكر الصهيوني العدواني الاحتلالي.
وسواء كان الأعداء أو عملاؤهم فإنهم يعرفون جيدًا أن الأمة لا يمكن أن تقبل بالفكر والنهج المتشدد ولن تقبل بداعش ولا فهمها ولا مشروعها، وإنما الأمة تتقبل الفكر الوسطي المعتدل، ولذلك فكانت حربهم على هذا الفكر ومن يمثله أشد فتكًا من حربهم على داعش لأنهم يعلمون أنه الفكر القابل للانتشار والتطبيق.

أعداء الحرية

مع أنهم أكثر من يتغنى بالحرية والديمقراطية وحرية الشعب في اختيار قيادته حتى أن أهم رمز في أمريكا هو تمثال الحرية وأن شعارات الثورة الفرنسية هي “حرية، أخوة، مساواة، ولقد رأيناهم قبل أسبوع في أمريكا كيف يفاخرون بديمقراطيتهم واحترام إرادة الناخب ولكن إذا حصل في بلاد العرب والمسلمين مثل ذلك فإنه التآمر عليه ومحاربته. ورأينا كيف أجهضوا بواسطة عملائهم ثورات الربيع العربي لمّا عرفوا هويتها الإسلامية والوطنية ولمّا خرجت من المساجد ويوم الجمعة، وبرز ذلك جليًا بالانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي. إنه باراك أوباما المجرم الذي كان يفاخر قبل أسبوع بمشاركته في حفل تنصيب بايدن ورفض محاولة انقلاب ترامب على نتائج الانتخابات، بينما هو الذي قبل انقلاب السيسي المجرم على نتائج انتخابات مصر التي جاءت بالرئيس الشهيد محمد مرسي، ومثله كان نائبه بايدن الذي أصبح رئيسًا لأمريكا فإنه شريك في الجريمة.
وليس ذلك وحسب إنهم مع كل وسائل التشويه وتجفيف المنابع فإن حجم مفاجأتهم يكون عظيمًا وهم يرون خيارات الشعوب وتوجهها للإسلام والفكر الإسلامي وإذا بهم يواجهون ذلك عبر عملائهم بالانقلابات والسجون والمجازر والتهجير، وإذا حصل وخرج أحد عن القاعدة وشبّ على الطوق وخرج من تحت عباءتهم فإن سلاح التآمر والتشكيك يشهّر في وجهه، وهذا ما نراه من موقفهم ضد غزة وموقفهم ضد الرئيس أردوغان لأنه يغرد خارج سربهم وبالنسبة لهم فإنه يعزف ألحانًا نشازًا ويصرّح تصريحات لا يطيب لهم سماعها.

الإسلام الظريف والأليف
إن أعداءنا وعكاكيزهم يسعون لصنع وخلق إسلام على المقاس الذي يريدونه ويلائم حاجاتهم ومخططاتكم، وهذا هو الإسلام المباح المسموح به، بينما يحارب الإسلام الحقيقي الذي هو دين الأمة الذي أنزله الله على رسوله ﷺ يقول الدكتور القرضاوي في كتابه الرائع – الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة-: “هناك نوع من التديّن مباح بل مطلوب ومرّغب فيه، تدق له الطبول ويحرق له البخور، وهو التديّن الذي ترعرع في عهد التراجع والتخلف ثم في عهود الاستعمار من بعده ثم في عهود الحكم العلماني الذي ورث الاستعمار، إنه التديّن الذي يروّج الأساطير ويخدّر الإرادة ويشلّ الفكر ويجمّد الحركة، إنه التديّن الذي ترسم الحكومة خطوطه وتنسج خيوطه وتصنع دعاته وتهيئ رعاته، فهو تديّن مستأنس أليف، سلس ظريف يسير في ركاب الدولة حيث سارت ويدور معها حيث دارت، إذا ادّعت قال صدقت، وإذا دعت قال: آمين، لا يولّي وجهه شطر العلماء العاملين من أهل الورع والتعلم والاعتدال، وأهل الدعوة والتجرد والثبات، بل معتمد هذا التديّن المشبوه هم علماء السلطة وعملاء الشرطة الذين جاء وصفهم في الحديث الشريف “يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون جلود الضأن من اللين، وألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب”. إنهم يريدونه إسلامًا أليفًا ظريفًا. إنهم يريدونه إسلام مبحبح نَغِشْ، سكّر خفيف يلائم جميع الأذواق حتى الذوق الامريكاني بل والإسرائيلي. وليس أنه فقط الإسلام الأمريكاني وفق توصيف سيد قطب رحمه الله لمّا قال: إنهم يريدونه إسلامًا أمريكيًا لا يتحدث إلا عن نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس، ولا يتحدث عن الجهاد ومقارعة الظلم. وليس إنه الإسلام إلا الذي تحبه إسرائيل كإسلام محمد بن زايد وبن سلمان الذي يحارب الأصولية والتطرف ويعلن الحرب على الإخوان المسلمين.
وإنما هو الإسلام على مقاس ومذاق نتنياهو بشكل خاص لمّا قال قبل شهر خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية: “إن هناك إسلاميين يريدون العودة بنا إلى العصور القديمة المظلمة”. يقصد الحركة الإسلامية التي حظرها هو يوم 17/11/2015. وأضاف: “وإن هناك إسلاميين قرروا العمل والانطلاق ضمن هذا الإنجاز والمفخرة الكبرى التي اسمها إسرائيل”. وقصد بذلك من شاركوا في انتخابات الكنيست الصهيوني وبدأ هناك غزل وتقارب بينه وبينهم.

لا لن يكون لهم ذلك
إن الذين خططوا لصناعة إسلام أليف لطيف وظريف، إسلام إذا ضربوه على الخد الأيمن أدار لهم الخد الأيسر، هذا الإسلام لن يكون بإذن الله، وسيظلّ الإسلام أعمق جذورًا وأعز نفرًا، وستظل ألسنة حق وأقلام صدق ومصابيح هداية تزيل عنه الخبث ومظاهر التشويه، إنهم جند الإسلام وأبناؤه الأوفياء يظهرهم الله من حيث لا يحتسب الأعداء {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} آية 31 سورة المدثر. لقد تداورت على حرب الإسلام أنظمة ملكية وجمهورية وثورية ليبرالية، حلفاء لأمريكا وحلفاء لروسيا. واستخدموا كل الإمكانات والخبرات التي زودها بهم أسيادهم، ومع ذلك وعلى أعينهم خرج جيل الصحوة المبارك وقد صنع على أعينهم كما صنع موسى على عين فرعون لأن عين الله كانت ترعاه {وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني} آية 39 من سورة طه، لقد أنفقوا الأموال على مراكز الدراسات وأجهزة الاستخبارات وصناعة العملاء ودعمهم في معركة تشويه الإسلام والتشكيك فيه ولكنهم فشلوا {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} آية 36 من سورة الأنفال.

إن أقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن يجعلوا مسيرة الإسلام تتعثر قليلًا والنصر يتأخر والشهداء يسقطون في سبيل الله ويميز الله الخبيث من الطيب، ليس غير ذلك وإلا فإن القافلة لن تتوقف والفجر سيطلع وإن طال الليل فهذه سنة الله التي لن تتخلف ووعده الذي لا يُخلف.
فلن يكون لهم إسلام {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} آية 66 سورة الأنفال. وإنما سيظل الإسلام {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} آية 60 سورة الأنفال. ولن يكون لهم إسلام {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} آية 8 سورة المنافقون، وإنما سيظل إسلام {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} آية 8 سورة المنافقون.

سيظل إسلام المسلم الذي يصرخ في الدنيا وينادي معتزًا بهويته:

أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها وبغير دين الله لن أترنم
فلتشهد الأيام ما طال المدى أو ضمّ قبري بعد موتي أعظمي
إنّي لغير الله لست بعابدٍ ولغير دستور السما لن أنتمي

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى