أخبار رئيسية إضافيةمقالات

لا تقتلوها مرّتين!

عائشة حجار

بضع كلمات لكل من يشارك بنشر صور أو تفاصيل جريمة، أي جريمة:

  • حرمة الميت وحرمة المصاب، نشر صور شخص مصاب أو متوفى هو أمر غير مقبول أخلاقيًا ودينيًا، كما أنه يجعل العين والقلب يألفان المشاهد الدموية إلى درجة أن يرى أناس الجريمة تحصل أمامهم دون أن يهبّوا للنجدة.
  • نشر “تفاصيل الجريمة” له حدود، لا حاجة لتصوير كل التفاصيل الدموية لقرائكم فهذا الأمر يحوّل ما حصل من مأساة إلى حلقة في مسلسل نشاهده وننتظر أحداثه التالية.
  • الصحافة في مجتمعنا تمارس بمعظمها للأسف دور الحكواتي، ننقل قصصا إلى جمهورنا على أمل شدّهم أكثر، بدلا من التأثير الإيجابي عبر إعداد تقارير ذات فحوى حقيقي تؤدي إلى تحرك متخذي القرار والضغط لتغيير الواقع الذي نعيشه.
  • جرائم القتل ليست الحالات الصحيحة لتسويق أي فكرة كانت، مقتل امرأة لا يجب أن يكون رافعة لاي ايدلوجيا. عندما تقع جريمة علينا أن نطأطئ رؤوسنا ونفكر في طريقة تتحد فيها الجمعيات والمؤسسات لإنقاذ الضحية القادمة.
  • تصوير جريمة في حين يمكنك إيقافها هو من قلة المروءة، إن لم تفهم هذه النقطة فلا أمل من الشرح.
  • لا تجر أو تنقل أي حديث مع ذوي الضحية وذوي المجرم، الحديث الاول يشرعن قلة الحيلة والحديث الثاني يشرعن السكوت عن خطأ إن ارتكبه قريبك، وكلا العائلتين ضحية.
  • إياك أن تنشر معلومات واستنتاجات حول سبب الجريمة، لا شيء يبرر القتل، لا شيء يبرر الظلم، وأنت لست مراهقا يجمع “اللايكات”.

في الواقع، لا أعلم لماذا أرى حاجة لكتابة هذه النقاط بعد مقتل امرأة وليس قبله. ربما تدجنّا لدرجة أننا بتنا نتكلم عن أسوأ النتائج وننسى أن نمنع الاسباب، ربما نحن في زمن سيء على المرأة، زمن يطالبها بأن تعمل كالرجل، تصبر على الحياة مع الرجل، وأحيانا أن تصبر على الرجل، وأن تشعر بالامتنان لظلمها. الامر ليس فقط قتل النساء، والظاهرة لا تنتهي عند وفاء عباهرة، والا لكنّا في حال أفضل. القتل ليس فعلا فرديا في مجتمعنا بل هو أمر تغذيه مفاهيم دخيلة على ديننا تجعل من خلاف الدين ديدنًا! الامر أننا إذا تحدثنا عن حق النساء أطلّ علينا الكثيرون ببعبع النسوية، كأن كل من طالب بالحقوق التي يضمنها الاسلام للمرأة هو عدو لنفس الاسلام! لذلك نساؤنا لسن بحال جيد، نساؤنا يتألمن كثيرا دون حق، نساؤنا بحاجة الى نهضة إسلامية جديدة توضح مكانهن ومكان الرجل، فالرجل بات كائنًا نادرًا في زمننا!
سيدّعي البعض أنني أبالغ، فما الذي تريده النساء؟ ألا تدرس وتذهب للعمل وتقود السيارة؟ ما الذي تريده أيضاً؟ يا أخي ما تريده النساء هو ألا تسأل هذا السؤال بالذات، فأنت ترى عيش حياة عادية نعمة منك لأختك، زوجتك، أو ابنتك، أنت لا ترى أن حياة آمنة هي أمر مفهوم ضمنًا بل هي معروف تصنعه. أنت ترى أن النساء أقلية تمنّ عليها بفتات حقوق تعطيها لها مشروطة بمقابل مالي ونفسي.

ما أقوله هنا ليس كلام سيمون دفوفوار، بل هو كلام أم سلمة رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قالت: (فلما كان يوما من ذلك والجارية تمشطني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يا أيها الناس” فقلت للجارية: “استأخري عني” قالت: “إنما دعا الرجال ولم يدع النساء”، فقلت: “إني من الناس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى