حصار متواصل من تسعة أيام… بـ”بوابة حديدية”.. “إسرائيل” تهدد حياة 10 آلاف فلسطيني بالفوار
عبر طريق زراعي معقد يمر بعين ماء الدلبه، ويخترق المزارع وبعض المنازل في منطقة الهجرة شرقي مخيم الفوار جنوبي الضفة الغربية، كانت عربة يجرها حصان مخصصة لنقل صناديق الخضار، حيث جلست داخل العربة الحاجة حسنة البلاصي (74 عامًا)، والتي كانت قد أصيبت بفشل كلوي قبل عدة أشهر، وتغسل الكلى ثلاثة أيام في الأسبوع في المستشفى الحكومي بمدينة الخليل.
توصل العربة البدائية السيدة إلى سيارة الإسعاف المتوقفة على مدخل مخيم الفوار، والتي لا تتمكن من الدخول إليه بسبب إغلاقه منذ تسعة أيام.
عشرة آلاف نسمة محاصرون داخل مخيم الفوار لا يسمح لهم الخروج أو الدخول إلا على الأقدام، في الوقت الذي أغلقت فيه مداخله الرسمية كافة بالبوابات الحديدية أمام حركة السيارات والحافلات بأمر من قيادة جيش الاحتلال “الإسرائيلي” كعقوبة لسكان المخيم الذين يرجمون السيارات العسكرية وسيارات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة.
ويتهم جيش الاحتلال شبان الانتفاضة من أبناء المخيم بخلع وتكسير كاميرات المراقبة الأمنية المثبتة على أعمدة الكهرباء والهاتف والمنصوبة على مدخل المخيم.
ويشير عفيف غطاشة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الفوار لمراسلنا، إلى أن عملية إغلاق المخيم أمام السيارات والحافلات سببت إرباكا وتعطيلا لحركة المواطنين.
وأضاف غطاشه: “هناك الآلاف من الموظفين الحكوميين والمدرسين وطلبة الجامعات والعمال والتجار ومدارس رياض الأطفال والمرضى؛ وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالكلى والسرطان، لا يستطيعون أن يتنقلوا من وإلى المخيم بسياراتهم بسبب الإغلاق، ولا يسمح لسيارات الإسعاف بالدخول إلى المخيم ونقلهم.
ويضيف غطاشه: “نقل الحالات المرضية وحالات الولادة ومرضى الكلى عبر الطرق الزراعية مشكلة كبرى سببها الاحتلال الذي أغلق الأبواب الحديدية للمخيم”.
وناشد رئيس اللجنة الشعبية وكالة الغوث “الأونروا” واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسات حقوق الإنسان، والسلطة الفلسطينية العمل بجد للضغط على دولة الكيان لوقف العقاب الجماعي الذي يتعرض له سكان مخيم الفوار جنوبي الضفة الغربية.