أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

أتلانتيك: الشتاء العربي بدأ منذ 2015

تقول مجلة أتلانتيك الأميركية إن سياسات جديدة بدأت منذ عام 2015 في المنطقة العربية تقودها السعودية ومصر والإمارات، وهدفها الجوهري هو منع عودة ثورات الربيع العربي أبدا.

وأوضح مقال نشرته المجلة حول “التطرف” وكتبه حسن حسن كبير الباحثين في برنامج جامعة جورج واشنطن، أن الدول الثلاث المذكورة بالإضافة إلى مملكة البحرين وحلفاء هذه الدول في اليمن وليبيا وغيرهما، يعتقدون أن الحكم في المنطقة يجب أن يكون أكثر استبدادا من قبل.

وأشار الكاتب إلى أنه، وبناء على مناقشات واسعة مع مسؤولين عرب كبار، قد وجد أن النظرة المهيمنة يمكن تلخيصها كما يأتي: التسلط الشديد داخل كل دولة وفي المنطقة عموما ينطوي على مخاطر، لكن البديل سيكون أسوأ من هذا التسلط.

مبارك كان متساهلا
وبحسب الكاتب، فإن هذا الخط من التفكير يبرر لنفسه بأن فقدان الحكومات السيطرة على الشعوب في 2011 يعود إلى أن هذه الحكومات لم تستخدم ما يكفي من القمع، مشيرا إلى أن المساحة المحدودة التي أعطاها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك للإخوان المسلمين والنشطاء السياسيين والإعلام الناقد، هي التي أطاحت بحكمه.

ويقول الكاتب إن عدم الاستقرار الذي تسبب فيه الربيع العربي نقل كفة القوة من الدول الجمهورية لصالح الدول الملكية الغنية المستقرة، وتسبب في تخلي قادة جميع الدول العربية تقريبا عن الادعاء بأنهم يحترمون إرادة شعوبهم في تلبية المزيد من التطلعات الديمقراطية أو المزيد من “التطرف الديني”.

وعلى سبيل المثال، أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2017 قائلا “لن نبدد ثلاثين عاما في محاولة التعامل مع الأفكار المتطرفة. سنجتثها هنا والآن”، كما أن السعودية أصبحت تستخدم مصطلح “التطرف” بتساهل كبير، ليشمل حتى بعض التيارات التي تصنفها الدول الغربية بالمعتدلة.

التعب والخوف من الحروب

ويزعم الكاتب أن هناك جمهورا يؤيد هذا التفكير يضم نخبا وقوميين علمانيين وجزءا من عامة الناس، بعد أن أصبح هذا الجمهور متعبا أو خائفا من الحروب.

وقد ابتهج هذا الجمهور بظهور حكام وقادة مثل عبد الفتاح السيسي في مصر ومحمد بن سلمان في السعودية، ويعتقد أن أي تنازلات للمعارضة أو المخالفين ستفقده “المكتسبات” المحققة حتى الآن.

وأشار الكاتب إلى أن الحملة في مصر على الإخوان المسلمين وكل من يبدي أي اختلاف مع السلطة هي الأعنف خلال قرابة الخمسين عاما.

ولذلك يبدو الحديث عن نهاية ولي العهد السعودي أو تبديله عقب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعيد الاحتمال مع واقع المنطقة الراهن، فولي العهد السعودي يُنظر إليه باعتباره عضوا رئيسيا في مجموعة القادة الجدد الذين يعيدون تشكيل الشرق الأوسط، وستقدم له المجموعة كل الدعم الذي تملكه.

الخطر الحقيقي
ولم ينس الكاتب أن يشير إلى أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها لا تهتم بما يجري في الشرق الأوسط، وأن الخطر الحقيقي من عدم الاهتمام هذا هو أن يتسبب في تشكيل مستقبل تكون فيه المنطقة أقل استقرارا من قبل.

واختتم الكاتب بالقول إن الاستبداد الشديد والمتزايد سيعطي المعارضة في الدول العربية -وخاصة الإخوان المسلمين- شرعية أكبر، وإذا فشلت الحكومات العربية في تحسين الأوضاع الاقتصادية لشعوبها فسيكون مستقبل المنطقة أسوأ من عدم الاستقرار الذي شهدته فترة الربيع العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى