أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالضفة وغزة

تقرير: الأطفال الشهداء.. خرجوا لرحلة صيدهم الأخيرة

“لا أستطيع أن أمضي حياتي بدونه” بهذه الكلمات عبرت شقيقة الشهيد الطفل محمد السطري عن جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الثلاثة شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

لم يمهل الاحتلال الأطفال الثلاثة فرحة الظفر بالصيد الذي جهزوا له، فقد اعتادوا بحسب طبيعة سكناهم الزراعية على صيد العصافير كل يوم، غير أن الاحتلال خطف أرواحهم، ليكونوا عصافير الجنة.

ميلاد مع الحصار

مع انسحاب الاحتلال من قطاع غزة كانت عائلات “السطري، أبو ظاهر، أبو سعيد” على موعد مع ميلاد أطفالهم، فكان انسحاب الاحتلال بمثابة فأل خير على أسرهم بولادة أبنائهم الثلاثة.

عاش الأطفال:”محمد إبراهيم السطري، عبد الحميد محمد أبو ظاهر، خالد بسام أبو سعيد”، حياتهم في منطقة وادي السلقا جنوب مدينة دير البلح، حيث تنفسوا الحياة مع تنفس غزة الحرية بانسحاب الاحتلال منها سبتمبر 2005.

فرض الاحتلال حصاره على غزة عام 2006، ليتنفس الأطفال حياتهم مع بداية حصار إسرائيلي خانق، كما عاشوا 3 حروب كبرى تعرض لها قطاع غزة، وشهدوا مرحلة اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وصفقة وفاء الأحرار أكتوبر 2011، وعاشوا عدة فيضانات لوادي السلقا بفعل فتح الاحتلال السدود وإغراق عشرات المنازل في فصل الشتاء.

لم تكن حياة الأطفال الثلاثة بالمرفهة إلى الحد الذي يسعى كل طفل في أعمارهم الحصول عليه، بل كانت حياة المزارع ديدنهم، فمن مقاعد الدراسة إلى الزراعة إلى صيد العصافير، أعمال اعتاد عليها الأطفال منذ مراحلهم الأولى.

قتلوا الطفولة

لم تشفع أجسادهم الصغيرة النحلية لهم أمام غطرسة محتل اعتاد قتل كل ما هو فلسطيني، حيث اتفق الأطفال الثلاثة على الخروج برحلة الصيد اليومية على الحدود الشرقية لقطاع غزة حيث منطقة سكناهم، لكنهم لم يعلموا أنها رحلة ستوصلهم نحو الخلود الأبدي.

خرج الأطفال الثلاثة بلباسهم المعتادة، حاملين معدات الصيد الصغيرة، وتوجهوا مساء يوم الأحد 28/10/2018 إلى حيث المكان المعتاد لصيدهم، فهم يبيعون ما يصطادونه من أجل مساعدة أهلهم في مصروف المنزل، غير أن طائرات الاحتلال عاجلتهم بصواريخها ليرتقوا شهداء.

ومنذ اللحظة الأولى لتصفية الأطفال الثلاثة، حاولت قوات الاحتلال التغطية على جريمتها بتصدير روايتها للعالم بأن طائراتها قصفت مجموعة من الشبان الفلسطينيين حاولوا زرع عبوات ناسفة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، كما أخرت السماح لسيارات الإسعاف من الوصول لمكان القصف لما يزيد عن الساعة، لكن سرعان ما انفضحت رواية الأطفال بمشاهد وصور الأطفال الشهداء.

أمضى الطلاب حياتهم المدرسية بمدرسة بلال بن رباح بمنطقة أبو العجين جنوب دير البلح، حيث أشار زملاؤهم أنهم كانوا على قدر كبير من الجد والاجتهاد والأخلاق العالية، كما أوضح مدرسوهم على أن الاحتلال ارتكب جريمته ليرهب سكان غزة، ويثنيهم عن الاستمرار في مسيرة العودة وكسر الحصار.

صغار السن كبار الفعل

أكدت والدة الشهيد الطفل خالد أبو سعيد على أن ابنها كبير بتصرفاته وأفعاله اتجاه أهله، قائلةً:”خالد فعله أكبر من سنه، أحب أن يتعلم صنعة ليساعدنا في حياتنا، لكن الاحتلال قلته وحرمنا منه”.

وعن الساعات الأخير لصغيرها الشهيد تحدثت:”طلب خالد طعام الغداء، وساعدنا كما عادته في أعمال المنزل، وخرج مع أصدقائه كما هو معتاد، وكان على الاحتلال أن يعتقلهم لا يقتلهم”.

وتابعت والدة الشهيد:”نحن في غزة أنهكنا الحصار، وتعرضنا لمآسي كثيرة، أخي استشهد، وابني الصغير استشهد، خالد صغير لا يعرف الرصاصة، ولا يهتم إلا بدراسته ومساعدتنا”.

من جهتها تحدث شقيقة الشهيد محمد السطري باكيةً عن فخرها بشهادة شقيقها الوحيد، :”أخي محمد أفتخر بشهادته، الاحتلال الصهيوني قتله، وهو أخي الوحيد، حسبنا الله ونعم الوكيل، إن شاء الله رب العالمين لن يضيع دماؤه، محمد أخي كنا نأكل سوياً وعشنا سوياً، ولا أستطيع أن أمضي حياتي بدونه”.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد 28 أكتوبر الأطفال الثلاثة أثناء تواجدهم في الأراضي الزراعية قرب السياج الأمني شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

المصدر: فلسطين الآن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى