أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

غزة على صفيح ساخن..

صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي

 ملخص ..

تعيش غزة هذه الايام لحظات حرجة تذكرنا بنذر حرب عام 2012 يوم أن سبقتها تصريحات حربية اسرائيلية واستعدادات أمنية وعسكرية، فيما الفرق بين هذه الحرب التي لا يتمنى أحد أن تنشب والحروب السابقة هو في حجم الدمار والقتل الذي ستخلفه بين الطرفين، القطاع ومناطق الجنوب والوسط من البلاد. فالجيش الاسرائيلي الذي في داخل قيادته من يدفع نحو حرب واسعة النطاق محدودة زمانا يراهن على طيرانه وقبته الحديدة واستعداد الجبهة الداخلية لتحمل الصواريخ القادمة من القطاع الى داخل البلاد، بيدَّ أنَّ الصاروخين الذين أطلقا من القطاع الى بئر السبع وأحد مدن الساحل وسط البلاد حملت رسائل تحذير واضحة البيان دفعت القيادة العسكرية والسياسية للاجتماع حتى ساعات متأخرة من ليلة الخميس للإعلان عن عودة الحياة الى مجاريها الطبيعية بفضل الجهود المصرية إيذانا بانتهاء حالة الطوارئ التي فرضتها الجبهة الداخلية على المنطقة.

الواضح أن المقاومة والاحتلال ليس في وارد حساباتهما اعلان الحرب وان بدا زمهريها يلفح الوجوه وذلك ضمن سياسات شد الحبل الجارية بين المقاومة والاحتلال في وقت تسعى المخابرات المصرية جاهدة للحيلولة دون تدهور الاوضاع في القطاع والتوصل الى حلول خلاقة بين شقي الخلاف الفلسطيني حماس وفتح وإدخال السلطة للقطاع.

من الواضح ان الطرفين، المقاومة والاحتلال يعملان كل وفق حساباته الاستراتيجية للحيلولة دون تدهور الاوضاع في القطاع لحد الكارثة والانهيار الذي سيفضي الى مواجهة مباشرة ومن ثم فإنَّ الايام القادمة محملة بالعديد من التوقعات وعلى كافة الاتجاهات بما في ذلك حلحلة الاوضاع لصالح المواطن الفلسطيني في القطاع تقابله مصلحة مباشرة باتت تتجاوز الإسرائيلي الساكن في غلاف غزة الى وسط البلاد وهو عامل جديد نجحت المقاومة في إدخاله لأضابير الصراع بين الطرفين.

خيارات الاحتلال مع غزة جد ضيقة، فهي اما أن تعمل على تهدئة زمنية طويلة يعلم الطرف الاسرائيلي يقينا ان المقاومة ستستفيد منها لتعزيز قدراتها القتالية واللوجستية من جهة ولتحقيق اختراق للمجال الاسرائيلي خاصة في عوالم السايبر والميديا الرقمية وتقنياتها المختلفة، لكنه يراهن على قوته العسكرية والامنية وقدراته الهائلة في عالمي السايبر والميديا الرقمية وادوات التوصل المختلفة وذراعه المخابراتي الطويل لتحقيق اختراق مقابل في المقاومة، وإما أن تدخل في سلسلة من الحروب الجديدة التي تجمع بين القدرات القتالية الفتاكة ومحدوديتها من جهة التي لن تفضي الى شيء وامام الاحتلال في هذه الحالة سيناريوهات محدودة تقع بين حرب شاملة تفضي الى احتلال شامل للقطاع أو حرب على غرار الحروب الثلاثة الماضية او البقاء على ما هو عليه وكافة هذه الاحتمالات مع ما بينها من مصالح تضيق وتتسع تبعا لجدل العلاقة القائم بين سلطة رام الله والمقاومة في القطاع من جهة ومصالح الاحتلال البينية بين ذلك وبين مصالح القاهرة التي ترى في القطاع وفقا لسياقاتها الامنية بوابة هامة استراتيجية ليس في الوارد التخلي عنها وإن كانت المخابرات المصرية تسع للجمع بين الفرقاء الفلسطينيين تحت سقف الحد الادنى من المصالح البينية.

ما يدور على ارض غزة هذه اللحظات هو جمع من متناقضات المصالح بين أطراف عدة تتسع رقعتها للحظة لتصل إيران وتضييق لتكون بين المقاومة والاحتلال وهو ما يجعل القطاع على صفيح ساخن دائما.

 إفلاس الســـلطة..

 تعتبر السلطة شريكا كامل الشراكة في الجُرم النازل على أهالي القطاع فمنذ سبعة عشرة شهرا وسلطة رام الله تفرض حصارا من نوع آخر على المدنيين والموظفين في القطاع فقد عمدت الى تخفيض نصف رواتب الموظفين وعددهم في القطاع 65 ألف موظف وتم احالة ما يقارب من العشرين ألف موظف الى التقاعد وشملت العقوبات تقليص إمدادات الكهرباء والتحويلات الطبية. في الوقت ذاته ارتفعت معدلات التنسيق الامني بنسب عالية جدا في المناطق الخاضعة للسلطة في الضفة الغربية وباتت هذه الورقة لاعبا أساسا يهدد بها عباس الاحتلال إذا أقدم على توقيع هدنة مع المقاومة في غزة بل وذهبت أطراف متعددة بإيماءات إلى أنَّ من وقف خلف إطلاق الصواريخ الغزية الصنع والتي لا تملكها الا حماس والجهاد عناصر مقربة من السلطة هدفت الى تأجيج الاوضاع بين الطرفين. هذا الحصار من طرف سيادي فلسطيني على قسم من الشعب يكشف حجم الازمة  الاخلاقية التي تعيشها سلطة رام الله من جهة وهشاشتها البنيوية والادارية والسيادية من جهة أخرى ففي حين كان بإمكان الرئيس ابو مازن استثمار قوة المقاومة للإجهاض نهائيا على صفقة القرن وعلى غرور وصلف نتنياهو وإلزامه بالعودة الى طاولة المفاوضات باعتبار ان السلطة وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس يؤمنون فقط بالحل السلمي والعودة الى طاولة المفاوضات وباعتبار المقاومة أداة لتحسين ظروف السلطة ومكانتها بين ابناء الشعب الفلسطيني وتعزيز مكانتها السيادية، ورفع الحصار عن غزة والدفع قُدُمَا نحو تحقيق مصالحة بين الفصيلين الكبيرين بما يتلاءم مصالح الشعب الفلسطيني، إلا أن المشهدين السياسي والأمني على طول المناطق المحتلة عام 1967م يؤكد كما اشرت عجز السلطة المطلق عن حماية الشعب الفلسطيني وما فضائح التنسيق الامني الا لافتة من عدة لافتات باتت تؤكد حجم الخذلان والعار الذي يسربل هذه السلطة.

بين عربدة المستوطنين في انحاء مختلفة من الضفة الغربية من جهة وعجز  السلطة عن حماية شعبها في الضفة الغربية والقطاع من جهة أخرى تتقدم الاحداث في غزة ببطيء متجهة نحو شتاء ساخن لَّما تتشكل ملامحه التفصيلية بعد وإن بدت معالمه تماما كأواخر عام 2102 حين صرح نتنياهو تصريحات حربية قبل الحرب بشهرين ولم تستوعب آنذاك المقاومة هذه التصريحات الاسرائيلية ،  وبين المحاولات المسؤولة في غزة من طرف المقاومة للوصول الى حلحلة لأوضاع القطاع ترضي السكان والمقاومة يقابلها  تلهف إسرائيلي للوصول الى حل يرضي كبريائه المجروح على حدود هذا القطاع.

بين هذا وذاك تتواصل محاولات سلطة رام الله لمنع أي تقدم  بين المقاومة والاحتلال يفضي لحلحلة تلكم الاوضاع وتهدد برمي كافة الاوراق التي بين يديها على الطاولة مقامرة بشعب غزة ومتجهة به نحو مذبحة يظن دهاقنة اوسلو انها اذا تحققت سيكونون هم الاكثر استفادة ففي مثل هذه الحرب ستخرج اسرائيل وإن منتصرة مثخنة بالجراح مهزومة الكبرياء وفاقدة للثقة بالنفس ومحدثة خلل داخل  فسيفسائها المجتمعي فيما سيتم توجيه ضربة قاضية للمقاومة وسيدفع المدنيون من سكان القطاع ثمنا باهظا لن تستطيع اسرائيل ولا المقاومة الوقوف أمام تكلفته الاخلاقية , ستعود السلطة اليها ولكنها ستكون عودة ملوثة بالخيانة والدناءة كعودة بشار الاسد الى حلب. وهذا يعني ان المقاومة تقاتل على جبهتين الاحتلال وسلطة عباس.

ووفقا لهذا التحليل ستعود سلطة رام الله الى القطاع في مسعى لتكرار سيناريوهات وأحداث ما قبل عام 2007، وتعمل على تنفيذ مخططها اتجاه حماس كما فعلت معهم في الضفة الغربية من قطع لدابر الحركة والعمل المدني والمقاوم.

هذا السيناريو تحول دون وقوعه وتحقيقه حقائق على الارض تبدأ من الاحتلال ذاته والاتحاد الاوروبي وتعاريج صفقة القرن الامريكية وتمر في مصر وقطر وتركيا وتنتهي بإيران، أي أن عامل السلطة هو الحلقة الأضعف في هذا السيناريو ومن ثم فلن يتقدم الاحتلال بحرب على القطاع من أجل عيون سلطة رام الله.

يتجلى إفلاس السلطة في عدم استيعابها لراهن القطاع وما يتقدم به البنك الدولي والاتحاد الاوروبي ورجال اعمال دوليين من اعطاء اشارات لإعمار القطاع وتنفيذ مشاريع تشارك فيها دول عربية واسلامية ومن مساع مصرية للالتفاف على تجاوزات عباس وسياساته الرعناء لتجاه القطاع لمنع استكمال جريمة العقوبات ضد القطاع التي ستكون تداعياتها أخطر من تهديدات الحرب.

 الاحتلال والمأزق الصعب..

المؤكد في ملف غزة ان الاحتلال لن يفيق يوما ليجد غزة وقد ابتلعها البحر كما تمنى رئيس وزرائها رابين، والمؤكد الأخر أن اهالي القطاع مقاومة ومدنيين مصرون على رفع الحصار عنهم مهما كانت الكلفة وقد اختطوا لأنفسهم خطا سلميا عالي السمت والسقف عبر المسيرات الاسبوعية ومهاجمة الشريط الحدودي بل واختراقه بين الحين والاخر وواضح ان خط المقاومة اليوم مبني على ثلاثة أسس تنبع فيما يبدو من قراءات عميقة للنفسية والعقلية الاسرائيلية تتمثل في المعطيات البشرية والنفسية والجغرافية  فالمقاومة باتت مدركة لحجم الضغط النفسي الذي تستطيع ممارسته على المدنيين في مناطق الجنوب ليصل صداه أروقة المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية وإن كان الثمن الاولي حرب من الاعلانات والتصريحات الطنانة تصدر من هنا وهناك من مركز ويمين ويمين-يمين الخارطة السياسية إذ أن ارتدادات الداخلية الاسرائيلية سرعان ما تطفو على سطح الاعلام لتتدور في جدل داخلي يَطَالُ العسكر وقياداته وهو ما يؤدي الى تآكل مكانته بين المدنيين ولعل متابعة متواضعة لتصريحات نفتالي بينت واعضاء حزبه وردود ليبرمان وحتى نتنياهو سواء ما تعلق بعمل الجيش او الحكومة يكشف عن مثل هذه القضية التي تحقق المقاومة فيها ربحا تراكميا هذا فضلا عن ان كل صاروخ يطلق من القطاع باتجاه الداخل يخلق حالة من الهلع والخوف والاستعدادات وهو ما يترك آثاره الكبيرة على المدنيين وقد لاحظنا ابان حرب 2014 اعداد المهاجرين الاسرائيليين كيف ارتفعت متأثرة بتلكم الحرب ، وهنا من الضرورة الاشارة الى ما قاله رئيس مجلس اقليمي ساحل عسقلان آفي فيرجن للقناة العاشرة صباح أمس  من ان اربعة صواريخ من التي اطلقت فجر الاربعاء اذا سقطت على حي من احياء المدن الاسرائيلية فستدمره وهذه الكلمات لوحدها تحمل دلالات التأثير النفسي على ملايين المشاهدين الاسرائيليين الذي سيقومون بمعالجات سياسية تجمع بين هذه الاقوال ومن يقول من القادة باستحالة دخول غزة ومن يقول بضرورة الوصول الى حل مع المقاومة وهو ما يشكل ليس عامل قوة خفي للمقاومة يتسرب ببطيء الى العقلية والنفسية الاسرائيلية فحسب بل وعامل حسابات داخلي قوي داخل صناع القرار انفسهم ولعل تجليات ذلك كانت في اجتماع المجلس الوزاري-العسكري المصغر حتى ساعات متأخرة من ليلة الخميس يشي ببعض ما اشرت اليه. وفي سياق العامل البشري فأن الاحتلال ليس على استعداد لتحمل كلفة حرب يقتل فيها المئات من ابنائه ذلكم ان اسرائيل كدولة ديموقراطية يتأثر مناخها السياسي بقوة في مجريات الحروب وذا كانت بعض الاحزاب وبعض الساسة يظنون أن ارتفاع اعداد كراسيهم في الكنيست يمر عبر جماجم الغزيين والفلسطينيين فقد انتهى هذا العصر إذ ان يد المقاومة فيما يبدو تستطيع الوصول الى كل مكان في عمق هذه البلاد هذا الى جانب ان الليكود بقيادة نتنياهو يتمتع بتأييد اسرائيلي جارف وهذا التأييد بازدياد مستمر ومن ثم فليس من مصلحة الليكود ولا رئيسه الزج بدولته وجيشها في حرب تكلفته البشرية عالية وسيستغل سياسيا وانتخابيا. الذي قد يحصل ان تشن اسرائيل حربا على القطاع محدودة زمانا وبقوة جوية وبحرية ودخول محدود ولكن هذا كله أن تم فسيكون بعد الانتخابات القادمة مع مطلع العام القادم. وفي سياق العامل الجغرافي فأن الحرب القادمة بين الطرفين لا يُستبعد فيها تقدم المقاومة الى داخل الحاجز الحدودي وفرض امر واقع على رقعة جغرافية مهما صغرت تمثل انتصارا للمقاومة بغض النظر في هذه الحيثية عن حجم الخسائر البشرية للطرف الفلسطيني فبالنسبة لإسرائيل هذه خسارة تحمل معها أضرارا سياسية-عسكرية وتحمل معها تبعات سياسية لا تقدر ومن ثم فرفض الجيش فتح حرب مع القطاع فضلا عن انه مؤسس على معطيات امنية-مخابراتية-عسكرية فهو كذلك مبني على سيناريوهات وتوقعات تتعلق بالجيش وسياقاته البشرية والإعداد العسكري من جهة وبحساسية العلاقة القائمة بين الجيش والمواطنين والعلاقات المتعاضدة والمتنامية أمنيا بين دول الجوار وسبل معالجات الوضع الحساس في القطاع في ظل وجود صديق مصري يواصل العمل لوقف مثل هذا التصعيد.

تعتقد اسرائيل ان قوة الردع عندها تضررت في السنوات الاخيرة ومن ثم شرعت ببناء جدار الكتروني ذا تقنيه عالية جدا مع القطاع وذلك على طول الحدود بين المنطقتين وأبدت استعدادها لتزويد القطاع بما يحتاجه من مستلزمات حياتية وكان اخرها ادخال لمحروقات التي تبرعت بها قطر لمحطات الوقود في غزة رغم معارضة السلطة مما يعني ان الاحتلال ليس في وارده ان يقدم مصالح ابو مازن على مصالح شعبه وهو ما يمكن المراهنة عليه فإسرائيل هي المستفيد الاكبر من الهدوء في غزة سواء على الصعيد الامني او الاقتصادي والمجتمعي.

أمس شرع الاحتلال بعقوبات على القطاع تمثلت بإغلاق معبر “كرم أبو سالم” التجاري وحاجز بيت حانون/ إيرز جنوب وشمال قطاع غزة وتقليص مساحة الصيد إلى 3 أميال حتى إشعار آخر، وتقليص مساحة الصيد إلى 3 أميال عقب سقوط صاروخين أطلقا من غزة وسقط أحدهما بمنزل ببئر السبع وصدرت اوامر من ليبرمان بإرجاع الشاحنات القادمة لمعبر ابو كارم وهذه السياسات تؤكد مجددا ان الاحتلال في سياساته مع القطاع يدور في عجلة مفرغة حلها الوحيد هو رفع الحصار والوصول الى تهدئة طويلة الأمد.

المصلحة المصرية من استمرار الهدوء في القطاع..

تنتظر مصر الى القطاع على انه البوابة الشمالية لها وله في جغرافيته دور استراتيجي تعاظمت أهميته في السنوات الاخيرة فير ظل الحرب  غير المعلنة بين تنظيم الدولة والعسكر في مصر حيث تدور رحاها على طول ارض سيناء وقد وجدت مصر بالمقاومة بكل فصائلها ضالتها في مساعدتها في لجم عدوان التنظيم على الداخل المصري بسبب تقطع مصالح الطرفين فكلاهما متضرر من سياسات  تنظيم الدولة وحلفائه وهو ينظرون الى المقاومة عموما وحماس خصوصا على انهم من المارقين ولا بدَّ من محاربتهم  وعلى الرغم من علم مصر بإخوانية حماس فإن الحكم المصري ممثلا بالمخابرات التي تدير هذا الملف تجد ان تقاطعا من المصالح  بين حماس ومصر واسرائيل  والسلطة يجمعهم في نقطة واحدة تتعلق بالموقف من تنظيم الدولة على الرغم من اختلاف النظرات بين الاطراف اتجاه مدى خطورة تنظيم الدولة ومدى عمق هذا الخطر استراتيجيا الا ان هذا الجامع تستغله المخابرات المصرية لتعزيز وجود الدولة المصرية في سيناء ، ومن نافلة القول الاشارة الى خطابات الاطراء الصادرة من غزة للمخابرات المصرية ودورها الكبير في تضييق هوة الخلاف مع السلطة للوصول الى حل يرضي كبرياء سلطة رام الله ويحفظ ماء وجه المقاومة ويحفظ مصالح اسرائيل وطبعا وفوق كل شيء مصالح القاهرة.

ما سيجري اليوم على خط التماس مع القطاع من مسيرات للعودة سيكون الاساس الذي ستبنى عليه قرارات الساعات القادمة ذلك ان تأجيل زيارة وزير المخابرات المصرية للقطاع والسلطة واسرائيل يحمل اكثر من دلالة وإن كانت قيادات مخابراتية رفيعة المستوى موجودة في القطاع لعبت دورا محمودا ومباركا في وقف تدهور وتصعيد الاوضاع في اليومين الماضيين خاصة بعد اعلان المقاومة موقفها الواضحة من رفضها لكل المحاولات غير المسئولة التي تحاول حرف البوصلة وتخريب الجهود المصرية كما صرح بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة يوم الاربعاء المنصرم بعد اطلاق صاروخين على بئر السبع واحد مدن الساحل.

إذا ثبت التهدئة وأخفق عباس في حصاره الظالم على غزة فستسجل غزة سابقة فريدة في تاريخ القضية والنضال الفلسطيني في أنها صمدت أمام جبهتين علنيتين جبهة الاحتلال، وجبهة سلطة رام الله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى