أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

صندوق ليس له بإبراهيم علاقة!

صندوق ليس له بإبراهيم علاقة!
حول بيان “مبادرات صندوق إبراهيم وأم الفحم”

حامد اغبارية

لو كان أبوك اسمه “شداد”، وسمّاك عنترة، فإن هذا لن يمنحك صفات عنترة بن شداد في الشجاعة والمروءة والشهامة، إلا إذا تحليت بها حقا وفعلا، واقعا وعملا. ولو كان أبوك اسمه الوليد، وسماك خالدا، فلن تكنى بهازم الروم وفاتح الشام، لمجرد حملك وأبيك اسما مشابها لاسم سيف الله المسلول رضي الله عنه، حتى لو أنشأت جمعيات ومؤسسات ومواقع وصفحات إلكترونية ومحطات فضائية تحمل اسمك وتردده صباح مساء. ولو أسست مؤسسة وأطلقت عليها اسم صندوق أبناء إبراهيم أو صندوق إبراهيم، بحجة أن إبراهيم عليه السلام هو (أبو العرب وأبو اليهود!!) فهذا لن يجعلك حاملا لبطاقة الدخول من بوابة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

هناك كذابون كثيرون يتسترون وراء مسميات خادعة تسحر أعين البلهاء والسذج… وللحقيقة فإن البلهاء والسذج من أبناء شعبنا الفلسطيني قلّة لا تكاد تذكر، والحمد لله، لكنها قد تتمكن من إلحاق الأذى والتخريب.
يتجمّل ما يسمى بـ “مبادرات صندوق إبراهيم”، الذي يعمل على اختراق مجتمعنا الفلسطيني منذ سنوات طويلة، ببرامج تدميرية تحت أكذوبة “التعايش”، يتجمّل بين الحين والآخر ببيانات يسعى من ورائها إلى ذر الرماد في العيون، وإلى إظهار نفسه بمظهر الحريص على الآخر​ (الذي هو نحن).

هكذا جاء البيان الذي عممه الصندوق صباح اليوم الجمعة، والذي بدأه بهجوم تمويهي (لغرض في نفس يعقوب…) على قانون القومية، الذي نعته بأنه قانون عنصري إقصائي. وقد توهمنا أن البيان يريد مناقشة القانون، وإظهار مدى عنصريته ووساخته، فإذا به يدخل من هذا الباب ليقدم الصندوق نفسه على أنه المخلص المنتظر، وإذا به يشن هجوما قذرا على ديننا، بصورة مبطنة خبيثة، من خلال الهجوم على موقف المشايخ والدعاة في مدينة أم الفحم (وخاصة موقف رئيس مجلس الإفتاء؛ رئيس رابطة الأئمة فضيلة الدكتور مشهور فواز)، بشأن حفل موسيقي نظم في المركز الجماهيري في أم الفحم مؤخرا. أم الفحم؛ تلك القلعة التي لم تبق ذات شَعْرٍ ولا قرعاء إلا وألقت بقاذوراتها عليها، ودست أنفها في شؤونها وشؤون أهلها، لأنها تشكل الصخرة الأخيرة التي يريدون تحطيمها، وعبثا يحلمون، وأنّى لهم هذا، هم وأعوانهم من الذين باعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس دراهم معدودة، من أبناء شعبنا، ومن بينهم حفنة فحماوية تائهة.

يتحدث بيان صندوق إبراهيم عن “الضجة” التي حدثت في أم الفحم حول تنظيم حفل موسيقي (كونسيرت) بإشراف من سماه البيان “المايسترو الشهير محمد موسى حلف” (من سمع عنه!!). ورغم أن هذه الصفحة قد طويت فحماويا، وانتهى الجدل حولها، إلا أن صندوق إبراهيم أبى إلا أن يسعى إلى إثارة الفتنة من جديد، وهذا دينه وديدنه. إذ كيف يتركون أم الفحم وشأنها، وهم يعرفون من هي أم الفحم، وماذا تمثل أم الفحم؟؟؟

إن ذاك البيان يتضمن هجوما على الإسلام وعلى دعاة الإسلام، بصورة صريحة وقذرة لا مواربة فيها، من خلال الهجوم على الموقف الشرعي الذي صدر بخصوص ذاك الحفل الموسيقي.

جاء في البيان: أن “ممثلي التيار غير الديني، أمثال الجبهاوي فراس اغبارية، تصدوا لمزاعم المحافظين، ودعوا إلى الوقوف بقوة في وجه المشايخ، والعمل على دعم النشاطات الثقافية، رغم محاولات التدخل من الجهات الدينية”!!! وهذه الصياغة تعني بوضوح أن الصندوق يدعم موقف ممثلي التيار غير الديني، ويلمّح كأن “الجهات الدينية” ضد الثقافة. هذه إحدى رسائل البيان الخبيثة. إنهم يريدون إظهار الدعاة بمظهر المعادي لكل مظهر حضاري وثقافي. وأن غير المتدينين هم فقط الذين يَصلُحون لرفع شأن الثقافة والتطور!

وجاء في البيان كذلك أن البلدية، التي رعت ذاك الحفل، رفضت توجه الشيخ مشهور فواز، الذي يستغل المنبر في صلاة الجمعة للهجوم عليها (أي على البلدية). 
وهذه كذبة كبرى. فلا البلدية رفضت موقف الدكتور مشهور، ولا الدكتور مشهور خطب الجمعة (لا هو ولا غيره من الخطباء) حول الموضوع. وقد أصدر الدكتور مشهور بيانا بهذا الخصوص.

ولكي يدعم البيان كذبته، استعان بتقرير مشوّه نشره أحد “الصحافيين” في أحد المواقع المحلية حول القضية، تحدث فيه عن “خطب الجمعة التي تحدثت في المساجد ضد الحفل الموسيقي”. وهذا ما لم يحدث في الواقع.

ثم يقول بيان صندوق إبراهيم: “وهذه ليست المرة الأولى التي تُثير فيها أم الفحم عاصفة في المجتمع العربي على خلفية التوتر بين المحافظة وبين التطور”!! صفاقة ما بعدها صفاقة، وكذب ما بعده كذب.


يريد البيان من وراء الحديث عن التوتر بين المحافظين وبين دعاة التطور، أن يظهر الملتزمين بدين الله (الذي هو الإسلام) وكأنهم أعداء للتطور والحضارة والتقدم. وهذا هو غاية ما يريد أن يوصله البيان من رسائل.
أنت دجال وكذاب يا صندوق إبراهيم. واقرأ التاريخ – إن شئت، أو إن كنت تحسن القراءة- عن الحضارة التي أسسها المسلمون، وعن الثقافة التي أوصلوها إلى ظلمات الجاهلية الغربية فأضاءوا بها جنبات الدنيا الأربع.

ثم إن هؤلاء الذين يزعم البيان أنهم أهل التطور، ليسوا أكثر من حفنة قليلة لها أجندة سياسية معادية لكل ما هو إيجابي في أم الفحم وخارجها. وخصومتهم مع الدعاة تنطلق من خصومتهم مع كل ما هو إسلامي، لأسباب إيديولوجية، وليس لأسباب حضارية ولا ثقافية ولا تنويرية، كما يوهمون الناس، وكما يريد بيان صندوق إبراهيم أن يوصل من خلال بيانه ذاك.
ختاما نقول لصندوق إبراهيم وأمثاله ومن لف لفهم: حلّوا عنا… يعني احملوا متاعكم وارحلوا عنا.. يعني فارقونا.. يعني خيطوا بغير هالمسلة…!

من أنت يا صندوق إبراهيم؟؟؟!
هذا الصندوق (الداعم لجمعيات ومشاريع تخريبية في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل) تأسس سنة 1989، بمبادرة من رجل الأعمال اليهودي الأميركي ألان ساليفكا، والبروفسور اليهودي الحاخام يوجين وينر. وقد زادت وتيرة عمل الصندوق عقب أحداث هبة القدس والأقصى عام 2000، وتحديدا عقب صدور تقرير ما يسمى بلجنة “أور”، (لاحظوا التوقيت) بهدف امتصاص غضب الجماهير الفلسطينية في الداخل، والعمل على تدجينها، بحجة أكذوبة “التعايش”، تلك الكذبة الكبرى، التي يروجون لها، في الوقت الذي نُذبح فيه من الوريد إلى الوريد.

وألان ساليفكا هذا هو صاحب “مركز يوسيف ساليفكا” (يوسيف والده) لتدريس اليهودية في جامعة ييل الأمريكية، وهو أيضا حاصل على جائزة الكنيست!! للتعايش!. وكان (حتى وفاته) عضوا في مجلس إدارة الكونغرس اليهودي الأميركي. فهل يكفي هذا لنعرف من يقف وراء الصندوق وما هي أهدافه؟

أما يوجين وينر فهو حاخام يهودي أميركي كذلك، وكان عام 1967، بعد حرب الأيام الستة قد مول نقل آلاف اليهود الأميركيين في سفينة، إلى بلادنا ليشاركوا في احتفالات النصر على العرب!! وكان مبادرا إلى تشكيل “قوة يهودية لحفظ السلام العالمي في بؤر النزاع”. وهذه القوة تلقت تدريباتها هنا، في بلادنا، على أيدي خبراء الجيش الإسرائيلي. فهل يكفي هذا لنعرف من يقف وراء الصندوق، وما هي أهدافه؟

يسعى صندوق إبراهيم إلى زرع آفة مفهوم “التعايش” بين العرب واليهود، وهذا في الحقيقة يعني تسليم العرب للواقع، واستسلامهم، وتنازلهم عن طموحاتهم. هذا في الوقت الذي يعترف فيه الصندوق (في موقعه الإلكتروني) بطريقة غير مباشرة، أن هذا التعايش مستحيل، في ظل السياسة العنصرية تجاه فلسطينيي الداخل. تقرأ هذا في تقارير الصندوق حول نشاطاته في مجتمعنا، سواء بخصوص القوانين العنصرية أو الفقر أو البطالة أو التعليم العالي أو الخرائط الهيكلية أو البناء أو الأزواج الشابة أو الأمان على الطرق وغير ذلك الكثير. فطالما أن الأمر كذلك فكيف سيتحقق التعايش؟ أم أن الهدف لا تعايش ولا يحزنون؟!
ومن مهمات الصندوق إعادة الثقة بين الجمهور العربي وبين الشرطة الإسرائيلية، من خلال تسويق الشرطة الجماهيرية. فمتى سيتحقق التعايش المزعوم، يا صندوق إبراهيم؟ بعد كم عقد من السنوات يعني؟؟! أي وهْم تبيعونه لنا، من خلال منتفعين من أبناء جلدتنا يعملون على تسويقكم، والترويج لأجندكم المشبوهة، لتخريب مجتمعنا وجرّه إلى مربع خارج انتمائه الوطني والديني والهويّاتي؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى