أخبار عاجلةمقالات

المشهد الديني ومحاولات علمنته .. الصيام كمثال…

صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي
ساعات قليلة تفصلنا عن اختتام الدورة التربوية الاعدادية الايمانية الالهية للمرة 1438 والتي خصها الله تعالى لأهل الاسلام، بعد إذ تنكب عنها أتباع الديانات السابقة وأحدثوا فيها من البدع والاختلاقات ما ابعدتها عن جوهرها.. دورة مكثفة نهارها صيام وليلها قيام وفي العشر الاواخر منه تهجد وابتهال وإخبات .. دورة مهمتها الاساسية تهيئة الانسان المسلم ليأخذ دوره الوظيفي في قيادة حركة الحياة باعتباره المستخلف “الاخير” على هذه الارض، فكما ان كبار الموظفين يقومون بدورات إثراء وتعزيز ملكات ومهارات وتقوية مداركهم لتستفيد منهم المؤسسات التي يعملون بها حتى تتعزز مكانة هذه المؤسسات كسبا ودفعا، كذلك امر المسلم مع ربه في هذه الحياة الدنيا، فهو مخلوق لإعمار الأرض وإعمارها يتطلب مهارات وتعزيز قيم وتحسين اداء وهذا كله يجده المسلم في اسرار الصيام الثاوي بين آيات الله الكريمة واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لتحقيق مهمة الاستخلاف والوراثة الاخيرة على هذه الارض.
في هذا الشهر الفضيل تمر الدورة التدريبية في ثلاثة مراحل تتداخل فيها مع الكتاب والسنة من حيث الماهية والجوهر، ومن حيث العمل والأداء وهي دورة وفقا للنصوص تصاعدية تنتهي بالإنسان المسلم الصائم الى مرحلتي تحقيق التقوى والبر، وتبدأ معالمها بتحقيق مفاهيم وقيم التراحم وتصعد لتحقيق قيم المغفرة والتغافر والغفران وكلا المرحلتين تخصان حركة حياة المسلم مع اخيه المسلم واخيه الانسان لتكون المرحلة الثالثة مرحلة الجزاء التي بها تتحقق معادلة العتق من النيران، ففلسفة الصيام له ثلاثة مركبات متداخلات، الاولى تتعلق بالفرد الصائم كذات يبنيها وينميها، والثانية تتعلق بالصائم مع الاخر في العلاقات فيعززها عبر مهاراته الجديدة التي اكتسبها والقيم والاخلاق التي تشربها، فيكون بهذا الصيام مدرسة حياة في المعاملات، ويكون المركب الثالث في العلاقة مع الله عبادة وإخباتا وحبا وطاعة ليتحقق مفهوم الانسان الرباني الجامع لطرفي معالم الخير والخيرية: تقوى وبر لتتحقق من ثمُّ المعادلة القرآنية الجامعة بين حقي التقوى والبر “تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب”، وكما هو واضح فهذه الآية اشتملت على جميع مصالح العباد في المعاش، إذ التقوى هي الثمرة المرجو تحقيقها كسبا وعدلا باعتبارها محل النص الثابت في تحقيق علة الصيام كما نصت على ذلك آيات الصيام، فيكون بناء على هذا الفهم المأمول تحققه من الصيام: “أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب عذاب- الله\ الرسالة التبوكية، ابن القيم -ص9\مجموعة رسائل ابن القيم \الرسالة الرابعة”، ذلكم أنَّ كلّ عمل لا بدّ له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره من الايمان فيكون الباعث عليه هو الايمان المحض، والصائم بمجرد الاستجابة لنداء الله الذي فرض عليه الصيام في شهر مخصوص وبأيام مخصوصة وبكيفية مخصوصة، يكون قد حقق مبدأ الايمان من حيث هو فعل يستقر في القلب وتتحقق مفاعيله نماء بفعل الصيام في النهار والقيام بالليل كل حسب همته وقدرته، وبذلك يكون الامتناع الجسدي عن الطعام والشراب ومتع الجسد المختلفة المنصوص على الامتناع عنها في نهار رمضان، دِربَة للصائم تتفاعل مع تلاواته للقرآن بحكم أن المَعْلم الاساس لشهر الصيام نزول مبتدأ القرآن فيه – نزلت آيات اقرأ في السابع عشر من رمضان- وتنتهي رحلة الصائم بتحقيق مقام البِرِّ، والبرُّ مصطلح قرأآني جامع لكل افعال الخير: ففي رمضان يصلي الصائم ويقوم الليل ويزكي ويتصدق ويشد الرحال الى الاقصى، ويصمت عن رفث القول وصخبه، وعن السوء ومجاريه، فيكون بذلك محققا لجماع الدين ، ذلك ان التقوى من حيث الماهية جزء من مسمى البر، كما البر جزء من مسمى التقوى وبهذه المعادلة يتحقق للصائم النجاح في دورته الإيمانية المكثفة التي تفعل فعلها الصحيح .. وهذا الامر يبدو انه لا يعجب البعض ممن يعتقدون انهم احرار في صيامهم باعتبار أن هذا الامر، أي الصيام، يقع ضمن خانات حرية الاعتقاد والعبادة وطبعا حرية الانسان، بل وذهب البعض لجعله في دائرة: لا اكراه في الدين. وهذا في الحقيقة إسفاف للعقل ابتداء ونفي وتعطيل لمذاكراته انتهاء، إذ كيف يجوز مثل هذا القول على الصيام كعبادة يرفضها بعض “المسلمين” من منطلق حرية الاعتقاد والعبادة، إن شاء صام وإن شاء ترك، وهم أنفسهم تراهم يرفضون رفضا قاطعا كل من يقبل العيش تحت قبة العلمانية ويرفض مبادئها من مثل حرية العلاقات الجنسية بين اللوطيين والسحاقيات.
لا ينفك الصيام عن الاسلام قط، فهو جزء اساس منه وركن من أركانه من تركه شهوة وكسلا وفتورا كان من الآثمين الفاسقين، ومن تركه نكرانا وجحودا كان من الكافرين الخارجين من ملة الدين، وإذا كان الدين بجوهره الاساس منهج حياة ونظام شامل، فمن ارتضى لنفسه ان يكون مسلما فعليه أن يمضي في ركاب هذا الدين من غير عسف ولا إسفاف ولا إفراط ولا تفريط، فهذا دين بحره عميق، وواجب الابحار فيه برفق للوصول الى السلامة وبر الامان.

محاولات العلمنة الدينية ، الصيام كمثال

يعتبر الصيام العبادة الاكثر جمعا في الاسلام لباقي القيم والاخلاق والعبادات المبثوثة في الشريعة الاسلامية، وفي مقدمتها تحقيق معالم التوحيد: توحيد الالوهية، والربوبية، والاسماء، والصفات، وتحقيق معالم الدين فيه تتجلى بالصلوات والزكوات ومختلف اعمال البر، ولأنه جامع لهذه العبادات كانت المشقة فيه جزء، ولقد شكلت هذه المشقة مدخلا لتسريب قيم علمانية الى هذا الشهر الكريم باعتبار أن الصائم سيستريح ليلا من مشقة النهار فكان أن توالت علينا جرائم فضائيات آل سعود وآل نهيان التي تبث على مدار رمضان سيلا عرما من المسلسلات الهابطة التي تسفه الاخلاق والعقائد والقيم الدينية الاولى، كبر الوالدين، وحقوق الزواج، وحرمة الفواحش، وكبيرة الزنا، وكبيرة الخيانة، وهذه المسلسلات تفوق ساعاتها ساعات رمضان نفسه، وفيها يتم تسهيل فعل المنكرات والبغي والفواحش والآثام وجعلها شيئا عاديا يتقبله الصائمون الذين ليس لهم حظ من الليل بالقيام وتلاوة القرآن، إنما هم على تلكم المسلسلات عاكفون. ومثال ذلك ما حدث يوم الأحد الفائت، الحادي عشر من حزيران \يونيو، في تونس حيث خرجت مجموعة من العلمانيين يحتجون على حبس بعض رفقائهم في وقت فائت من شهر رمضان ممن جاهروا في الافطار في الساحات العامة بشعارات تنادي بحقهم في الإفطار، مطالبين بضمان الحق الدستوري في المعتقد في ظل عدم وجود قانون يجرم عدم الصيام.
تكمن مخاطر هذا الفريق من الناس في جمعهم بين حقهم في الحرية أي كان نوعها وبين الحق في الالتزام الفردي والجمعي بالسقف الذي أنت تأوي تحته، فإذا كان الدين يُعَرفُ من ضمن تعريفات كثيرة جابت علوم الانسان وعلم الاديان، أنه منهج وفكر ونظام حياة، فإنَّ كل فكر يوجه الخلق لنظام وبرنامج وصيرورات حياة فهو دين، لذلك كانت العلمانية بما فيها من توجيه ونظام حياة ونسق فكري متكامل، دين، سواء ثوى تحت هذه العلمانية فكر وجودي أو رأسمالي أو ماركسي مع اختلاف مدارسهم، فكما أنَّ العلمانية لها قيمها وأخلاقها، كذلك الاسلام له قيمه وأخلاقه، واذا كانت العلمانية دينا يسعى للتغلغل بين الخلق من خلال منافذ يحددها تحت مسميات مختلفة تبدأ بحرية المعتقد وحرية الانسان، بكل ما تحمل من معاني وتسعى بقوة لفرض هذه الأفكار والانماط الفكرية على العالم، وتنزيل أفكارهم على أرض الواقع لتكون حالة مُعاشة بين ظهرانينا، وإذا كانت العلمانية التي هي جهد بشري يمر بالتجربة تلو الاخرى ويدفع ثمنه ملايين البشر، فلماذا يُحَّرَمُ على أهل الاسلام من دعاة ومفكرين وعلماء، الدعوة والتبشير بدينهم بين الناس بل ويتهمونهم اليوم كما نرى ونسمع تارة بالإرهاب وتارة بالعمالة والحقيقة الكبرى أن الحامل لفكر مستورد قادم من خلف البحار هو العميل وما قصص الجمعيات والمؤسسات الممولة من خلف البحار عنا ببعيد …

التطاول على الصيام مؤشر على توحش العلمانية

الاسلام باعتباره الدين الأخير المنزل على الارض الحامل للواء الهداية وتحرير الانسان من طغيان ذاته، ومن طغيان الاخرين، فقد وضع لذلك فلسفة متكاملة جمعت بين النص الاول المقدس والنصوص الاجتهادية الخادمة لتلكم النصوص تماما، كما ان طروحات كانط وماركس وهيجل وسبنسر وهيدغر وغيرهم الكثير، تعتبر نصوص تأسيسية “مقدسة” عند العلماني تشرح وتفكك ويستخرج منها الالهامات الفلسفية في قضايا الحياة، فكذلك الاسلام بنصه التأسيسي المقدس محل نظر والهام ودفع لكل مسلم، فقيه عالم مفكر- قد يعترض البعض على مجرد المقارنة بين دين منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأفكار بشرية عارضة، وإنما هي من باب المقارنات لتقريب المعنى لا للتساو بينهما – ومن نافلة القول الاشارة إلى أن الصيام في هذه الحيثية، يقع في صميم هذا التفكير والمنطق وجدل العلاقة كما أوضحت آنفا بينه وبين خالقه وبينه وبين الاخر، لتكتمل ثنائيات البناء الحضاري، وفقا للرؤية الاسلامية على أساسي الدين بنصوصه التأسيسية، والاجتهاد بتفعيل العقل، وبذلك لا يكون الدين وفي مثالنا الصيام حالة طقسية، بل منظومة ثورية فعّالة تحقق الفعل الحضاري بشقيه العمراني المدني والعمراني الاخلاقي على الارض، ومن هنا يتحقق سؤال الاخلاق في ماهيات ومستويات العلاقة بين المعتقد والتطبيق والممارسة، وهو مدخل تأتى للعلمانية اقتحام جدران الدين منه، بعدئذ استحال الدين من محط لإشغال العقل والقلب والروح والجسد، لتحقيق الاستخلاف الى ظاهرة طُقسية ولعل أجلى ما يكون الأمر في الصيام.
إن تطاول العلمانيين على فريضة الصيام وتطاول الفاسقين من المسلمين على هذه الفريضة مؤشر على ضعف الدين في النفس والميدان، وبيان لتوحش وتوغل العلمانية في عالم العرب، وتاريخيا ما تعرض الاسلام للهجوم من العلمانيين القدامى من اصحاب الافكار الشاذة والفكر الهدام، الا يوم ضعف الدين وانتشرت البدعة، وتعرض اهل الاسلام للابتلاءات كالاحتلالات الخارجية او الفتن الداخلية، فأطلَّ امثال هؤلاء برؤوسهم ونادوا بأفكارهم الشاذة ولأن الايام دول فإننا نعود الى ما حدث سابقا في ظل ضعف المسلمين، وتراجع التدين والدين، وتعرض الامة للغزو الفكري والثقافي المعاصر حيث حطت العلمانية رحالها في بلداننا.

الصوم: السياسة وتحدي تجديد التفكير الديني..

تغزو الافكار والقيم العلمانية ديننا ببطء تارة، وبقوة تارة أخرى، تبعا للظروف المحيطة بهذا الدين وحملته المخلصين، ونحن منذ المؤامرات التي تعرض لها ربيع العرب نشهد ارتفاعا ملحوظا بالهجوم على الدين، وتجليات لما يسمى منتديات الالحاد خاصة في جزيرة العرب، حيث مهبط الوحي ومبعث الرسالة، وتتعرض عديد مسلمات الدين للهجوم من القوى العلمانية المختلفة، الممولة عبر مراكز ابحاث ومنتديات من دول خليجية وعربية تسعى لخلق دين جديد كان المفكر الشهيد سيد قطب قد حذر منه، الدين الامريكي، ومما يتعرض للهجوم هذه الايام بأشكال مختلفة فريضة الصيام فالعرب بعدئذ أحالوا الجهاد الى فريضة غائبة تتعرض للهجوم الشديد منذ سقوط الخلافة الاسلامية، تتعرض هذه الايام فريضة الصيام لهجوم ذكي ومبرمج يهدف أساسا لتفريغها من محتواها وجوهرها وجعله حالة طقسية لا تتجاوز الصيام في النهار عن الطعام والشراب، ليكون الليل محلا للتحلل والتفلت من كل ضابط، فسياسات إبعاد الصائم عن جوهر الصيام وماهيته التي تطرقنا الى بعض منها في متن هذه المقالة، لصالح جعلها ظاهرة طقسية تنتهي مع نهار اليوم، لصالح الشهوات والملذات والسهر على الاراجيل في المطاعم والمقاهي حتى أذان الفجر، هو في الحقيقة صرف عن جوهر الصيام، لصالح جوهر العلمانية التي تمجد اللذة والشهوة وعبادة الجسد، وفي الخلفيات الثاوية لهذا السلوك، إنكار خفي من طرف الصائم بعلم او بدون علم لتعاليم الرب تبارك وتعالى في إتمام الصوم كوظيفة واداة تدريب وتأسيس وتصنيع قيادي يسوس الناس، ليحقق عبر السياسة الاسلامية التي مصدرها الوحيين، السلم المجتمعي العالمي والعدالة في الارض، وكل هذا الانسحاب يكون لصالح ذاته الشهوانية التي تحيله الى شيء – مجرد شيء يأكل ويشرب ويجمع المال ويبني العمار ويشبع شهوتي البطن والفرج- وهو بهذا العمل من الناحية العقدية ينكر الربوبية برفضه الامتثال الكامل لتحقيق الصيام المؤدي للتقوى، فهو يصوم نهاره ويملأ بطنه ليلا، ويسهر في دوائر من الشبهات – في اخف الاحوال- وفي أحايين كثيرة كما يحدث في بعض مدن سلطة رام الله يحيون ليالي رمضان بالبارات والمراقص والاغاني، فبذلك يفقد المسلم الصائم المتفسق دوره الإعماري المتجلبب بزي “إياك نعبد واياك نستعين” ويترك دوره الوظيفي المتجلبب بـ “وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون” وكلما تطاول عليه أمد الغفلة كلما نالت منه العلمانية، ونحتت في دينه لصالحها تتغلغل في دين المرء لتصل الى مرحلة تتساوى فيه قيم العلمانية التي ارتضاها مع قيم العدل الالهي، وبهذا الانسحاب الرغبوي الفاسد، يحقق الصائم صوما طُقسيا لا فائدة منه، منسحبا من إدارة الحياة وسياساتها، إذ جوهر الدين قيادة الحياة، فكما أن جوهر العلمانية فصل الدين عن الدولة، باعتبار الدولة ذروة الشأن السياسي، كذلك الدين فإن جوهره ربط عرى الدين بعرى الدولة، باعتبارها ذروة السياسة، فالدين كله سياسة، والصيام كما ذكرناه من ألفه الى يائه سياسة: سياسة تقود النفس ذاتا وموضوعا، وسياسة تقود المجتمعات عملا وروحا وسياسة تقود البشرية الى بر الأمان.
لقد نجم عن هذا الخلط الواقع بين الناس مع كثير من تعقيدات الحياة بفعل سيطرة العلمانية على مساراتها وصيروراتها، وفي ظل انتكاسات المسلمين التترا، وظهور معالم واقع محدث ومستجد يتطلب نظرا فقهيا ظهرت منذ عقود بل أكثر دعوات تجديد التفكير الديني وإحياء الدين، ولا يزال كتاب العلامة الهندي محمد إقبال “تجديد التفكير الديني في الاسلام” نبراسا لمدارس عديدة تسعى لتجديد التفكير الديني، وانقسمت مدارس المطالبين الى فرق متنازعة، تنزع بين من يريده دينا علمانيا على غرار أوروبا وأحزبها الدينية، ومنهم ينزع نحو عودة موفقة الى أصول الدين، لتجديد ما رسم من معالمه، ولعل الصيام بما يتعرض له من هجمات شرسة منذ سنين من قبل مسلمين وغير مسلمين، هو أكبر تحد لدعاة التجديد والاحياء الديني؟.

كل عام وأنتم بخير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى