أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

أعمال العنف تتصاعد في البلدات العربية والشرطة “تحرر المخالفات”

“باشرت الشرطة التحقيق والفاعل مجهول” !!!

طه إغبارية

تحوّلت جملة “وباشرت الشرطة التحقيق والفاعل مجهول ولم يقبض على الجناة” لـ “قالب” ثابت في صياغة الأخبار المتعلقة بأعمال العنف التي تجتاح البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، ونادرا ما نسمع عن “اعتقالات” تقوم بها الشرطة على خلفية جرائم قتل واعتداءات وإطلاق رصاص، لكننا نسمع كل يوم عن “تحرير” الشرطة لعشرات المخالفات المرورية وجمع غرامات مالية بعشرات الآلاف!.

وفي نظرة إلى “شريط” العنف المتواصل في البلدات العربية، منذ يوم الجمعة الماضي، يلاحظ في نهايته دائما أن “الشرطة باشرت في التحقيق ولم يقبض على الجناة”، وقد يواصل هؤلاء الجناة اجرامهم، لا سيما وهم يعلمون أن يد الشرطة لن تطالهم وسيغلق ملف التحقيق والفاعل سيبقى مجهولا!!

في مدينة الناصرة، أصيب حارس أمن في المستشفى الفرنسي أواخر الأسبوع الماضي، بجراح حرجة جراء إطلاق النار عليه أثناء عمله، وباشرت الشرطة التحقيق ولم يقبض على أحد!!

في الطيبة، أصيب، الجمعة الفائت، شاب، في العشرينات من عمره، بجروح وصفت بالمتوسطة، في جريمة إطلاق نار في شارع “خالد بن الوليد” مقابل مدرسة “البخشة” وباشرت الشرطة بالتحقيق في ملابسات الجريمة، ولم تعلن عن معتقلين.

وفي قرية زلفة، أصيب شاب من قرية سالم، الجمعة، بجروح إثر تعرضه لجريمة إطلاق نار عند مدخل قرية زلفة، وباشرت الشرطة بالتحقيق في ملابسات الجريمة.

وفي قرية سالم، أصيب نهاية الأسبوع الفائت، شابان، بجروح وصفت بأنها متوسطة إثر تعرضهما لجريمة إطلاق نار، ووصلت الشرطة إلى المكان وباشرت التحقيق في ملابسات الجريمة.

أمّا في كفر مندا، فقد أصيب شخص بجراح خطيرة، السبت الفائت، بجريمة طعن، وشرعت الشرطة بالتحقيق في ملابسات الجريمة، ورجحت تحقيقاتها أن الشاب أصيب خلال شجار نشب بين عائلتين بالقرية، فيما شرعت الشرطة بالبحث عن المشتبه بجريمة الطعن.

وفي الطيبة أيضا، أصيب شابان بالعشرينات من عمرهما، بجروح متفاوتة جراء تعرضهم للاعتداء والطعن في مدينة الطيبة، السبت الفائت. وجاء في التفاصيل أن مجموعة من الشبان اعتدت على شخصين في منطقة محيطة بمسجد علي بن أبي طالب، شرقي الطيبة، بالطعن والضرب بالهراوات.

وحضرت قوات الشرطة إلى مكان الجريمة وباشرت بالتحقيق في ملابساتها، فيما لم تعلن عن معتقلين ولم توضح خلفية الجريمة.

وأُصيب شخص في جريمة إطلاق نار وقعت في مدينة حيفا، الاثنين. وقدّم الطاقم الطبي الذي وصل إلى المكان الإسعافات الأولية للمصاب، وجرى نقله إلى مستشفى “رمبام” لتلقي العلاج، حيث أصيب بعيارات نارية في ساقه.

وباشرت الشرطة والمحقق الجنائي بالتحقيق في ملابسات الجريمة، ولم يعلن عن خلفيتها بعد.

وأصيب شابان من قرية معاوية، الثلاثاء، بجروح متفاوتة إثر تعرضهما لجريمتي إطلاق نار منفصلتين في قرية عارة بمنطقة المثلث الشمالي.

وباشرت الشرطة التحقيق في ملابسات الجريمتين اللتين وقعتا بفارق زمني قصير.

واقتحم ملثمون مدرسة للعلوم في بلدة جلجولية، الأربعاء، وأطلقوا النار على طالب في المدرسة، وبحسب المصادر الطبية، أصيب الطالب بجراح طفيفة حتى متوسطة، في حين هرب الملثمون بعد تنفيذ الجريمة. وتعتبر هذه الجريمة غير مسبوقة، إذ وصلت جرائم إطلاق النار وفوضى السلاح إلى المدارس العربية، ولم تعد مقتصرة على الشوارع وعصابات الجريمة وغيرهم، بسبب تقاعس الشرطة عن لجم الجريمة أو وضع حد لفوضى السلاح.

وهكذا تتواصل في كل أسبوع أعمال العنف الدامية، والشرطة تباشر في التحقيق دون اعتقالات وجدية في متابعة الملفات، وهذا ليس تجنيا على أحد، ففي مدينة مثل ام الفحم، أظهرت الإحصائيات الأخيرة، الصادرة عن مكتب وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، بطلب من النائب يوسف جبارين، إخفاقا صارخا في محاربة العنف والجريمة وتفشي السلاح في المدينة.

ومن الإحصائيات يستدل أنه في السنوات الثلاث الأخيرة قدمت المحكمة 3 لوائح اتهام، من أصل 521 بلاغًا عن حوادث إطلاق نار مختلفة، وفي العام 2017 تم تقديم لائحة اتهام واحدة، من أصل 163 بلاغًا عن حوادث إطلاق نار.

وبحسب الإحصائيات أيضا يتبين أنه منذ العام 2015 حتى الـ 2017، قُدم 1003 بلاغات للشرطة على عمليات إطلاق نار في المدينة، قدم 264 منها في العام 2015، و358 في العام 2016، فيما تم تقديم 381 في العام 2017 الجاري.

ويستدل من الإحصائيات أنه في العام 2015 فتحت الشرطة ملف تحقيق في 173 جريمة إطلاق رصاص، قدم فيها 41 لائحة اتهام فقط، وفي العام 2016 فتحت 163 ملفًا في جرائم إطلاق نار، قدم لائحة اتهام في 27 ملفًا فقط، أمام في العام 2017 الجاري، فتحت الشرطة 133 ملف تحقيق في بلاغات قدمها مواطنين عن إطلاق رصاص، قدم فيها 25 لائحة اتهام فقط.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى