أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

تركيا والطبول الفارغة.. رصاصة يعلون وحاضنة يوسف زيدان

حامد اغبارية

1- أصوات نشاز للإيجار…!

ليس غريبا أن يستخدم نظام فاشل وعميل، كنظام السيسي، الذي اختطف مصر من أبنائها، بدعم صهيوني أميركي خبيث، وتمويل عربي خليجي ملوث، أن يستأجر رؤوسا خربة كي تشارك في استكمال مخطط تدمير كل شيء له علاقة بالإسلام. وهكذا يخرج علينا بين الحين والآخر كذاب أشر يدعى يوسف زيدان، يزعم أنه مفكر ومؤرخ، بافتراءات سُجاحيّة ما أنزل الله بها من سلطان، وكلها تدور حول القرآن، وحول أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وحول الصفحات الأكثر إشراقا في تاريخ الإسلام، مثل افتراءاته على صحيحي البخاري ومسلم، و “تفسيراته” العجيبة الغريبة لآيات  قرآنية معينة ومحددة، لها علاقة بالذات بالأرض المباركة وببني إسرائيل، وهجومه الوقح والأرعن على السلطان صلاح الدين الأيوبي، ثم أخيرا (وليس آخرا) افتراءاته بأن المسجد الأقصى المذكور في القرآن ليس هو المسجد الأقصى الموجود في مدينة القدس، ومن ثم فإن القدس ليس مقدسة (للمسلمين طبعا)!!.

وقد حظي هذا الكذاب المفتري بفيض من المديح والثناء، من سفارة المشروع الصهيوني في القاهرة، التي نشرت على صفحتها في “فيسبوك” تدوينة تشكر فيها يوسف زيدان على تصريحاته حول القدس. وأعربت سفارة مخابرات تل أبيب عن سعادتها بأقوال الدجال زيدان، الذي اعتبرته كاتبا ومؤرخا!! وأثنت على وصفه العلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل مجيء النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)!! وأن جذور الحرب بين الطرفين يعود إلى المتطرفين!!

ويمكنك – يا مواطن- أن تفهم من تدوينة سفارة تل أبيب أنه كان هناك إسلام قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا عليك أن تفهم أيضا من سفارة الصهيونية التجسسية، أن مجيء النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي خرّب هذه العلاقة بين اليهود والمسلمين!! ولكن لا يحق لك أن تسأل: ماذا تقصد السفارة بـ “المتطرفين” عندما تقول إن جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين؟ هل تقصد متطرفين من الجانبين أم من جانب واحد فقط؟

يوسف زيدان هذا ليس مؤرخا ولا مفكرا، وتخصصه في مجال الفلسفة، ولا علاقة علمية له بالتاريخ الإسلامي ولا بالتاريخ الإنساني، ولا بأي موضوع من المواضيع التي يثيرها من على شاشات العار في مصر. ولكنه أداة يستخدمها نظام العسكر لتنفيذ الأجندة الصهيونية. هكذا بكل بساطة ووضوح…

ويوسف زيدان هذا ليس بدعة من الكذابين، فهو من ذات المدرسة الاستخرابية التي تخرج منها طه حسين وتوفيق الحكيم ونوال السعداوي ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني وغيرهم ممن يعدون بالمئات، من الأقلام والأصوات النشاز المأجورة، التي ساهمت في تخريب المجتمعات العربية والإسلامية، وخاضت في قضايا عقائدية لا تقع في مجال تخصصاتها (العلمية!!)، بهدف إثارة الشبهات والتدليس على العامة وإثارة الفتن، وقد باعت ضميرها وأجّرت أقلامها وقدرتها على التدليس بثمن بخس دراهم معدودة.

يأتي هذا في الوقت الذي يخرج فيه سفير واشنطن في تل أبيب بتصريح خطير، يدعو من خلاله حكومة بلاده إلى التوقف عن استخدام مصطلح (المحتلة) لدى حديثها عن الضفة الغربية… ولا أستبعد أن يخرج يوسف زيدان ومن هم من ذات المزبلة الفكرية التي خرجوا منها، كي (يثبتوا بالأدلة…!!) أن الضفة الغربية ليست محتلة، وأنها أساسا كانت محتلة من قبل الفلسطينيين، وقد عادت إلى أصحابها….!!

ولعله من المفيد أن ننبه الغافل إلى أن مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، فيه عشرات من أمثال يوسف زيدان هذا… عرفتم قسما منهم في الماضي، ومنهم من لم تظهر سوءته بعدُ، ولم يسقط القناع عن وجهه، لكنها ستظهر، وسيسقط..

2- قاتل واسمه يعلون

سبق لـ”بوغي يعلون”، وزير “أمن” نتنياهو السابق، وخصمه السياسي القادم، أن صرح بأنه أكثر عسكري إسرائيلي قتل من العرب والفلسطينيين. ثم ها هو يعترف بأنه هو الذي أطلق رصاصة الموت الأخيرة على رأس الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) أمام زوجته وأولاده ليتأكد من موته، في عملية اغتياله في تونس عام 1988. وهذا ليس مستغربا، ولا مفاجئا بالنسبة لنا، وليس أمرا جديدا. فما حرصت (وتحرص) حكومات المؤسسة الإسرائيلية  على إخفائه عن الجمهور نعرفه جيدا، ويعرفه غيرنا كذلك. لكن غدا سيشكل هذا القاتل حزبا سياسيا، وسيحيط هذا الحزب بهالة من ألوان ذات طباع يساري (مقارنة مع يمينية أحزاب الائتلاف الحكومي)، وستساهم وسائل إعلام كثيرة (عبرية وعربية) في تبييض صفحته، وتقديمه للجمهور على أنه البديل لحكومة اليمين المتطرف، وربما يصبح بديلا حتى لحزب العمل، الذي كسدت بضاعته، وربما يختفي ويتلاشى مع الوقت، وربما يصبح حزب يعلون هو (العروسة ذات الخدود الحمراء) التي سيتلقفها الجمهور العربي في الداخل. وسيجد يعلون من العرب من يدافع عنه، ويصوت له، ويسوّقه، ويعقد له المؤتمرات الانتخابية والحزبية في الناصرة وفي شفا- عمرو وغيرهما… ألم يحدث هذا مع إيهود براك؟ ألم يحدث كذلك مع ليبرمان؟ ألم يحدث مع حزب “شاس”؟ ألم يحدث قبل ذلك مع حزب المفدال؟ ألم يحدث مع غاندي ورفائيل إيتان وغيرهم وغيرهم؟؟!!

تريدون أكثر من هذا؟! لا تستبعدوا أن نصل إلى لحظة معينة، نسمع فيها عن اتصالات بين ذلك الذي أطلق الرصاصة الأخيرة على مهندس انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى، وبين جهات حزبية عربية “للعمل سوية على إسقاط حكومة نتنياهو”، مقابل حفنة من الأكاذيب على شكل وعود، سرعان ما تتحول إلى سراب…

3- التحركات التركية

أنْ يكون لك موقفٌ من تركيا، ومن سياسة وأسلوب ومنهج الرئيس أردوغان، فهذا حقك المشروع. وأن تناقش الأفكار والأيديولوجيات بمهنية وعلمية وبأدب حوار رفيع، فهذا لا نقاش فيه، ولكن أن يتقيأ البعض سموم الحقد والكراهية دون ضوابط، ودون أسباب منطقية، ودون مبررات مقنعة، باستخدام الشتائم والكذب وتزوير الحقائق، فهذا يجعله في صف المطبّلين للباطل بلا عقل ولا تفكير، وفي صف الحمقى والمغفلين الذين لا يفرقون بين الأشياء، ولا يعرفون الأرض من السماء، ويجعله فردا في قطيع سهل الانقياد وراء الدجالين، وهم كُثر في أيامنا.

أختلف مع سياسة تركيا في أشياء كثيرة، وأغضب أحيانا لبعض المواقف والتصريحات، ولكن هذا لا يمنعني من قول ما أراه حقا، بل لا يجب أن يمنعني من قوله..

تركيا اليوم تشكل الشوكة التي تقف في حلق المشروع الصهيوني والهيمنة الأمريكية، وهي لا تكتفي بالتصريحات، بل تعمل جاهدة على تنفيذ خطتها الساعية إلى إعادة الأمور إلى نصابها، كما كانت قبل 1923. وهذا من حقها، بل من واجبها، وهو من حق كل مسلم وعربي، ومن واجبه.

وأنا شخصيا يكفيني كي أتخذ الموقف الواضح والصحيح، أن يخرج الهجوم على تركيا من إعلام نظام فاشل خطف دولة وحولها إلى دولة فاشلة، هو نظام الانقلابيين في مصر المخطوفة، ومن إعلام نظام عميل كحكام الإمارات، وإعلام نظام مفكك هزيل كنظام آل سعود…

يحلم أردوغان، كما أرى، وكما هو واضح للكثيرين، بإعادة أمجاد العثمانيين، وهذا من حقه. ويزعم هؤلاء الذين ذكرتهم وأمثالهم وأشباههم أنهم يريدون الدفاع عن أمجاد (العرب)، التي يهددها أردوغان!! فأين هي أمجاد العرب؟ وما هي أمجاد العرب؟ ما شكلها؟ ما لونها؟ ما طعمها؟ ألها علاقة بالزير سالم مثلا؟! هل هي من بقايا الكنعانيين على سبيل المثال؟! أهي من آثار عنترة بن شداد؟! أم هي من بقايا المعلقات العشر؟! أم ربما يقصدون أمجاد الستينات الناصرية الحافلة بالهزائم والمؤامرات؟ متى كان للعرب أمجاد بغير الإسلام؟! وهل قاد العرب الأمم إلا بالإسلام؟ وهل تحمل تركيا اليوم غير هذا؟! أنريد استعادة حقوقنا وأمجادنا حقا، أم نريد ممارسة العنصرية العرقية، كما مارسها بعضنا يوم خدعهم الاستخراب البريطاني والفرنسي، فجعلهم يغدرون ويخونون وينقلبون على الخلافة الإسلامية التي كانت في يد العثمانيين؟! ما الذي نريده فعلا؟!

سيقولون لك: تركيا لها علاقات مع تل أبيب، فلماذا لا تقطعها..؟ نعم.. أنا مع قطع مثل هذه العلاقات، وهذا ينطبق على الجميع… وعندما أصبح رئيسا لتركيا سيكون في إمكاني أن أخبر هؤلاء بالجواب على هذا السؤال الغبي… وإلى أن يتحقق هذا لا يجلسنّ هؤلاء خلف ستار الفيسبوك ويملأون الدنيا ضجيجا كالطبول الفارغة…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى